خلال حياته الأدبية والصحفية أصدر وديع فلسطين أكثر من 30 كتاباً، بينها ما ألّفه هو نفسه، وبينها ما ترجمه عن الإنجليزية، وفي مواضيع مختلفة كالسياسة والتاريخ والأدب وغيرها من حقول، وتشير سيرته إلى أنه عندما عمل في مجلة «قافلة الزيت» التابعة لشركة أرامكو في السعودية، نجح في تحويلها إلى مجلة تُعنى بالأدب، وتستطيع أن تُفرد له مكانة على صفحاتها، فاستكتب فيها أسماء مشهورة من أعلام الأدب مثل: عباس محمود العقاد، ومحمود تيمور، ومحمد منصور وسواهم.
في مقاله المشار إليه أعلاه لاحظ وديع فلسطين أن الكاتب اليوم يختلف اختلافاً جوهرياً عن الكاتب في الجيل الفائت، فالكاتب الحديث، والتعبير هنا له، «عجلان لا يصبر ولا يتأنى لا يكاد يلمّ به خاطر حتى يسطره على الورق ويدفع به إلى المطبعة، والقارئ بدوره عجلان يتخطف ما تدفعه الطابعة فيقرأه قراءة عجلى ثم يطرحه في بحر من النسيان».
أما كاتب الأمس فكان، حسب قول وديع فلسطين: «مستأنياً، متأملاً يكتب بكثير من الإمعان وغير قليل من البصر بالأمور، ديدنه ديدن الباحث الذي لا يتحرج من الرجوع إلى المظان إن أعوزه أن يتثبت من أمر، فإن خامرته ريبة استعان بأسلوب الشك لا بأسلوب القطع والبت»، أما قارى الأمس فكان بدوره «أقسى على الكاتب من قارئ اليوم، فكان ميزانه في النقد صارماً».
لا يكتفي الكاتب بمآخذه على كتابة اليوم، وإنما يشمل بالنقد روابط واتحادات وأندية الأدباء التي وسّعت معنى كلمة «كاتب» فباتت تشكل كل من ينتمي إليها، ولو أنها توخت شيئاً من الأناة في اختيار أعضائها، لكانت قد أسست لمعايير يعتدّ بها في تصنيف من هو جدير بأن يسمى كاتباً أو أديباً، ولعلّ الأمر يقتضي حديثاً إضافياً للوقوف على مقصد الكاتب بصورة أفضل.
كاتب الأمس وكاتب اليوم – بقلم حسن مدن
جريدة الخليج