العناية بالتراث الثقافي في إمارة الشارقة لها رونق خاص، فالثقافة بشكلها العام تتربع على عرش الاهتمامات الحكومية، لكن التراث الثقافي يأتي ضمن الاهتمامات الخاصة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي اقترن اسمه عالميّاً بالثقافة، باعتباره راعياً وصانعا لهاً، وباعتباره أحد الداعمين الأساسيين لها محلياً وعربياً وعالمياً.
منذ أربعة عقود والثقافة تحتل مكانة عليا في أجندة الشارقة، والتراث الثقافي ضمن ذلك الاهتمام، كما أن الأمر ليس متوقفاً على المظاهر الاحتفالية وتظاهرات الفرجة، لكنه يتعدى ذلك إلى تأصيل ممنهج وتوثيق ونشر للتراث الثقافي الإماراتي، إلى جانب اهتمام طيب بالتراث العربي والعالمي، مع برامج احتفائية وثقافية ثابتة.. أيام الشارقة التراثية تقام كل عام احتفاء بالتراث الثقافي الإماراتي، وتزامناً مع يوم التراث العالمي، الذي يُعد واحداً من أهم الأيام الثقافية التي أعلنتها المنظمة الدولية للتربية والعلم والثقافة ـ اليونيسكو – للفْت الانتباه إلى ضرورة حفظ وصون التراث الثقافي.
وقد انطلقت أيام الشارقة التراثية لأول مرة عام 2003 برعاية وحضور صاحب السمو حاكم الشارقة، لكن الأيام تطورت واتسعت شبكة المشاركات فيها إلى أبعد مدى، حتى أصبحت مهرجاناً دولياً بامتياز.
هذا العام تقام الدورة الـ18 لأيام الشارقة التراثية في ظروف استثنائية، فالعالم يرزح تحت وطأة جائحة كورونا، ووسط إجراءات خاصة لضمان صحة الناس وسلامتهم، لكن رغم ذلك عمل معهد الشارقة للتراث بجهود مضاعفة لتنظيم الأيام ولاتباع كافة الإجراءات الاحترازية الكفيلة بالحفاظ على الصحة العامة.
«مونتينغرو» كما يلفظ اسمها باللغة الإنجليزية، جمهورية الجبل الأسود، هي ضيف الشرف لهذه الدورة الاستثنائية من الأيام، حيث تنفرد هذه الدولة المميزة بجناح كبير مميز في ساحة القصبة بمنطقة التراث في قلب الشارقة، كما تحل جمهورية كازاخستان هذا العام كضيف مميز، وبجناح يُعد الثاني في المساحة بعد ضيف الشرف ومنتاجات حرفية مهمة من الصناعات الخشبية والجلدية والصوفية وحياكة الأزياء.
لكن هناك ضمن أجنحة ايام الشارقة التراثية قرية تراث العالم التي تعرض تراث عدد من الدول العربية والأجنبية، بتنويعاتها وثقافاتها المختلفة، والزائر للأيام لا يستمتع فقط بالحرف ومنتوجاتها لكنه يستمتع أيضاً بعروض الفنون الشعبية والمأكولات التقليدية وعروض الأزياء.
صحيفة الرؤية