فاز فيلم “الهدية” للمخرجة البريطانية – الفلسطينية فرح النابلسي بجائزة أفضل فيلم بريطاني قصير في حفل توزيع جوائز بافتا (أكاديمية فنون السينما والتلفزيون البريطانية).
ويعزز هذا الفوز حظوظ الفيلم الذي يتنافس للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي قصير، حيث اختير ضمن القائمة القصيرة للأفلام المتنافسة على الجائزة هذا العام.
وقد أُقيم حفل توزيع جوائز بافتا هذا العام على غير العادة افتراضيا وعلى مدى يومين بدلا من الحفل التقليدي الذي يقام بحضور النجوم سنويا، بسبب ظروف تفشي فيروس كورونا.
فكانت فعاليات إعلان الجوائز تجري في قاعة ألبرت هول في لندن، بينما يظهر الفنانون المكرّمون في مقاطع فيديوية عبر الإنترنت.
وشمل الجزء الأول من الجوائز الذي أعلن يوم السبت 10 ابريل 2021 فضلا عن جائزة أفضل فيلم قصير وأفضل فيلم تحريك قصير التي ذهبت لفيلم “البومة والقطة”، الجوائز التقنية: كجائزة أفضل مؤثرات بصرية التي منحت لفيلم المخرج كريستوفر نولان “تينيت”.
وذهبت جائزة أفضل تصميم إنتاج لفيلم “مانك” للمخرج الأمريكي ديفيد فينتشر الذي يتناول حياة كاتب سيناريو فيلم المواطن كين، هيرمان جي مانكيفيتش.
وذهبت جائزتا أفضل مكياج وأفضل تصميم أزياء لفيلم “ما رينيز بلاك بوتم”، وأفضل صوت لفيلم “ميتال”. أما جائزة أفضل اختيار ممثلين (كاستنغ) فمنحت لفيلم روكس، وهو فيلم بريطاني ذو ميزانية منخفضة قدم مجموعة من الفتيات المراهقات يقف معظمهن أمام الكاميرا لأول مرة.
وقد شكرت المخرجة النابلسي في كلمتها التي وجهتها عبر الإنترنت لحظة اعلان الجائزة، القائمين على الجائزة والكادر الذي عمل معها على انجاز هذا الفيلم، مهدية فوز فيلمها للشعب الفلسطيني.
نجحت فرح النابلسي في تجربتها الإخراجية الأولى في لفت الأنظار إليها عبر اختيارها قصة بالغة البساطة تركز على جماليات اليومي والعادي والمألوف، وذات كثافة عاطفية في الوقت نفسه، لتقديم معاناة الفلسطينيين على حواجز المعابر الإسرائيلية.
وتوسلت بالتأثير العاطفي لعلاقة أب بابنته الصغيرة وسط عالم قاسٍ يُحيط بهما لجذب متابعة مشاهديها وتعاطفهم مع عملها الفني، وقد عمق ذلك الأداء المميز للممثل صالح بكري بدور يوسف (الأب) والطفلة مريم كنج بدور الابنة ياسمين.
وقد نجح الفيلم حتى الآن في الترشح أو قطف جوائر عدد من مهرجانات الأفلام القصيرة في الولايات المتحدة وعدد من المهرجانات السينمائية في دول أخرى. وتُحصي قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (آي أم دي بي) نحو 26 جائزة وأكثر من 20 ترشيحا لجوائز، ومن بينها جائزتي الجمهور في مهرجان بروكلين السينمائي الدولي ومهرجان كليرمون-فيران وجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان كليفلاند السينمائي الدولي ومهرجان ميامي السينمائي وجائزة أفضل ممثل وميدالية ذهبية في مهرجان مانهاتن للأفلام القصيرة.
وقد أتاحت منصة “نتفليكس” عرض الفيلم عالميا مع ترجمة إنجليزية بدءا من منتصف مارس الماضي على الرغم من أنه ليس فيلما روائيا طويلا.
ويلتقط الفيلم، الذي اشتركت في كتابة السيناريو له مع المخرجة النابلسي، الشاعرة والمخرجة هند شوفاني، (من أفلامها رحلة في الرحيل 2015 وعدد من الأفلام القصيرة)، حكايته من المعاناة اليومية للسكان الفلسطينيين عند تنقلهم عبر المعابر ونقاط التفتيش الأمنية الإسرائيلية، فتختار رحلة أب مع ابنته الصغيرة عبر المعبر نحو بلدة قريبة لشراء هدية لأمها بمناسبة عيد زواجهما.