قرأت أكثر من تحقيق في صحفنا المحلية عن التحديات التي تواجهها صناعة النشر في الإمارات، وفي الواقع، هي تحديات عربية أيضاً، وأهمها التوزيع، حيث يأخذ الموزّع نسبة كبيرة من سعر بيع الكتاب، قد تصل إلى 70%، وهذا ينعكس على كلفات الطباعة وتسعير الكتاب، لنصل إلى مشكلة حقيقية تتعلق بالقدرة الشرائية لدى جمهور القراء، ولهذا طالب بعض الناس بتدخل الحكومة، وتوفير الدعم للناشر، وهو أمر جدلي.
الكتاب سلعة كأي سلعة أخرى يتم تداولها في السوق، وهي في حاجة إلى تسويق حقيقي لتصل إلى المستهلك، وهذا التسويق الحقيقي يشمل الإعلان عن المنتج، وإقامة ندوات ترويجية أو فكرية عنه، وتكليف كبار المختصين للكتابة عنه، وباختصار، حتى يصبح المنتج أو السلعة، حديث الناس، وهذه العملية من صلب وظيفة ومهام دور النشر. وبسبب عدم ترجمة هذا على أرض الواقع، تقع الإشكاليات والمشاكل وتستمر التحديات.
أرى أن الكاتب الإماراتي المبدع والمميز ومثيله العربي في أي مكان، يستحق تبنّيه من قِبل دور النشر، وتحمّل كافة المسؤوليات لحمله إلى المعارض والمحافل الثقافية، وهذا دورها الحقيقي، هكذا تفعل دور النشر العالمية. ولا نعتقد أن الاعتماد على الحكومة وتدخلها قد يحل المشكلة، لأن إنشاء دار نشر هو قبول للتحدّي من أجل القيام بدور ثقافي ووطني متميز.