مرت يوم السبت 4 يناير 2020 الذكرى الـ 20 لرحيل الشاعر سلطان بن علي العويس الذي يعد من أبرز شعراء الإمارات والذي أنشأ جائزة ثقافية عربية كبيرة حملت اسمه وتحولت عام 1994 إلى مؤسسة ثقافية حسب مرسوم صدر عن حاكم دبي لها الشخصية المعنوية المستقلة وتتمتع بالأهلية الكاملة للتصرف في حدود أغراضها.شاعر رقيق قدم للإمارات مزيداً من البريق
ولد الشاعر سلطان بن علي العويس في بلدة الحيرة بإمارة الشارقة عام 1925م، في أسرة عُرفت بحبها للأدب والثقافة، وبرز منها عدد من الشعراء والباحثين والأدباء، كشاعر الإمارات سالم بن علي العويس، والمؤرخ عمران العويس، والأديب أحمد علي العويس وغيرهم.
كما اشتهرت أسرته بالتجارة وارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعالم اللؤلؤ، وقد استفاد سلطان العويس استفادة عملية من خلال ممارسته التجارة مع والده. واتسعت تجارته حسب تطور التجارة وظروف العصر وحالفه التوفيق في كثير من مجالاتها. عمل في تجارة اللؤلؤ، وأعمال أخرى متعددة، وتنقل ما بين الهند والإمارات، حيث أكسبه هذا التنقل وممارسة التجارة خبرة حياتية واسعة.
بدأ سلطان العويس كتابة الشعر منذ العام 1947 ونشرت أول قصيدة له في عام 1970 في مجلة الورود البيروتية وانتشر شعره وذاع صيته على المستويين الخليجي والعربي، وعُرف سلطان شاعراً في كثيرٍ من الأوساط الأدبية المشهورة في كل من لبنان وسوريا ومصر، وضمتّه علاقات صداقة وأدب مع كثير من الشعراء والأدباء المعروفين في العالم العربي، وتُبودلت بينهم الزيارات توثيقاً لهذه الروابط الحضارية، ولسلطان مع بعضهم قصائد متبادلة وإهداءات شعرية، وقد استطاع من خلال علاقاته تلك أن يكون سفيراً لبلاده، وأن يعرّف بشعراء الإمارات في كثير من المحافل العربية، ويعتبر سلطان العويس في مقدمة الشعراء بدولة الإمارات، وحلقة الوصل بين جيلين، من الأدباء والشعراء، وفي طليعة شعراء الغزل في الخليج العربي.
ترك سلطان بن علي العويس ديواناً شعرياً مطبوعاً، وقد تناوله العديد من النقاد والدارسين وكتبوا عنه، وقد جُمعت هذه الدارسات في كتاب أصدره اتحاد كتّاب أدباء الإمارات بعنوان “سلطان العويس تاجر استهواه الشعر”.
أوقف جزءاً من أمواله وخصص ريعه لجائزة ثقافية تحمل أسمه وله مساهمات عديدة في كافة النواحي الإنسانية والخيرية والثقافية على مستوى الوطن العربي. وهذه الجائزة التي تحمل أسمه وتعتبر واحدة من أبرز الجوائز في الوطن العربي، جاءت مبادرة منه تعبيراً عن اهتمامه بالإبداعات الفكرية والأدبية، لتمنح للعديد من المبدعين العرب في مجالات فكرية وأدبية إبداعية متعددة، أمثال محمد مهدي الجواهري ونزار قباني وحنا مينا وسعد الله ونوس وعبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا وعبد الله البردوني وأدونيس ومحمود درويش ومحمد الماغوط وإدوارد سعيد وغيرهم..
قام سلطان بن علي العويس بأعمال خيرية وإنسانية كثيرة داخل دولة الإمارات خارجها، وله مساهمات مماثلة في كافة النواحي الإنسانية والخيرية والثقافية على مستوى الوطن العربي. وهوأحد مؤسسي غرفة تجارة وصناعة دبي، وعضو في مجلس إدارتها لعدة دورات. وترأس مجالس إدارة العديد من كبريات الشركات المساهمة، وحمل عضوية الكثير منها.
انتقل سلطان العويس الى جوار ربه في الرابع من شهر يناير عام 2000 ويومها قال عنه الأديب السوري الكبير حنا مينا: وأنا أقرأ نبأ وفاة المغفور له بإذن الله، الشاعر الرقيق والشفاف غزلاً، الدمث الطيب خلقاً، الأريحي بناناً وجناناً، سلطان بن علي العويس، تعتادني ذكرى ذلك اللقاء وتلك الاحتفالية وتتردد في خاطري قولته بالغة اللطف عجيبة الدلالة خارقة المألوف أشكرك لأنك قبلت جائزتي، فأضع رأسي بين كفي بينما الدمعة تتحير في المقلتين.