أوضح تقرير لشبكة الأخبار العالمية “سي إن إن” أن مدينة دبي تنفتح على التأثيرات الفنية والثقافية من جميع أنحاء العالم، وهو أمر أدى بشكل لا لبس فيه إلى ظهور مشهد فني محلي زخم ونابض بالحياة، وقد عملت جريدة البيان على نشر مقتطفات من التقرير في عددها الصادر يوم السبت 14 أغسطس 2021، حيث أضاء التقرير على صناعة الفنون وبالتحديد الساحة الفنية التي تدعمها معارض خاصة لفنانين إماراتيين.
وأبرزها ما تبنته حكومة دبي حتى وقت قريب، ممثلاً بمبادرة جديدة وهي مجموعة دبي «Dubai Collection»، التي أطلقتها هيئة دبي للثقافة والفنون بالتعاون مع «آرت دبي».
ولفت التقرير إلى أن المدينة عازمة على استعارة القطع الفنية، إذ انتشرت المجموعات والمتاحف الفنية الوطنية في أوروبا في القرن الثامن عشر وأواخر القرن التاسع عشر، وعادةً ما يتم بناء تلك المجموعات على مدى فترات طويلة من الزمن عن طريق شراء أو تقديم أعمال موهوبة. ومن هذا المنطلق وبشكل معاكس، تسعى دبي لتسريع تلك العملية، عبر استعارة القطع الفنية بدلاً من شرائها.
ثقافة جماعية
بحسب «سي إن إن»، تأتي الفكرة نحو تعزيز مفهوم الثقافة الجماعية وإنشاء مركز لتاريخ الفن لم تكن موجودة في الشرق الأوسط، وفقاً لـ«آرت دبي»، وبمعنى آخر من دون الحاجة للاعتماد على التمويلات.
وفي هذا الصدد، قالت بينيديتا غيون، المديرة التنفيذية لآرت دبي: «تعد (مجموعة دبي) أول مبادرة من نوعها على مستوى العالم»، كما أن هنالك دعوة للرعاة (المساهمون) لإعارة أعمالهم لمجموعة دبي مدة 10 سنوات، في وقت يظلون فيه المالكين القانونيين لأعمالهم. علماً بأنه ستتم إعارة الأعمال الفنية المادية فقط في أوقات عرضها.
وأضافت المديرة التنفيذية لآرت دبي: حتى الآن، تم اختيار 87 عملاً فنياً جزءاً من عملية التنظيم الأولى، معظمها من فنانين إماراتيين أو فنانين من العالم العربي. وأشارت إلى إن لجنة التنظيم – المكونة من خبراء – توكل لها مهمة اختيار الأعمال الفنية التي ستمثل فنون المنطقة بشكل أفضل.
تضم مجموعة دبي أعمالاً لفنانين إماراتيين، أمثال الرسام المخضرم عبدالقادر الريس، الذي يعرف بجمعه بين الأشكال الهندسية والخط العربي، كما الفنان المفاهيمي محمد أحمد إبراهيم.
من جهتها، قالت منى القرق، رئيسة لجنة تنسيق مجموعة دبي: «ستعمل مجموعة دبي على بناء قاعدة بيانات شاملة للأعمال الفنية والفنانين وجامعي الأعمال الفنية، ناهيك عن المساعدة على توثيق ما لا يزال مشهداً فنياً معاصراً حديثاً نسبياً».
وتعتقد القرق أنه ومن خلال استعارة الأعمال الفنية، ستكون دبي قادرة على تطوير المجموعة أسرع من شرائها، قائلةً: «غالباً ما يكون إنشاء مجموعة وطنية عملية طويلة وذلك في سوق فني دائم التغير، بيد أنه ومن خلال نموذجنا القائم على الاستعارات، نتوقع أن نكون قادرين على تطوير العديد من مفاهيم المعارض في السنوات القليلة الأولى أثناء الإطلاق».
وتدلل القرق على أن إقامة معارض مؤقتة بدلاً من عرض دائم يمكن أن تتبدى كطريقة ملهمة لإظهار مجموعة. كما أنهم يرون أنه وفي هذه المرحلة من تطوير المبادرة، أن المعرض المؤقت هو الشكل المفضل لإشراك الجمهور بشكل شخصي.
جزء من مبادرة «مجموعة دبي» متحف رقمي سيسمح لمزيد من الناس بمشاهدة الفن كما سيتضمن مواد تعليمية.
ويمكن للمتحف أن يساعد على توفير عرض دولي، فضلاً عن إمكان أن تشجع المجموعة الشباب على الانخراط في الفنون بشكل أكبر، بحسب جانيت راضي، متخصصة في الفن الشرق أوسطي الحديث والمعاصر.
وفي حين أن المتحف الرقمي عنصر مهم في المجموعة، فإن الأعمال الفنية عادة ما يكون لها التأثير الأكبر عند عرضها شخصياً، تقول القرق. وتضيف: إن المشهد الفني في دبي وطبيعته النابضة بالحياة ومتعددة الثقافات والمبتكرة تعكس إلى حد كبير روح وهوية موطنها.. وبالنظر إلى المستقبل، نأمل تنمية مجموعة دبي بشكل أكبر بهدف تسليط الضوء على المزيد من الفنانين والقصص».