سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،
كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْ
وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا
لانثـنى لُبنانُ عِطْـراً يا شَـآمْ
ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِـري
و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ
نُقلةٌ في الـزَّهـرِ أم عندَلَـةٌ
أنـتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ
أنا إن أودعْتُ شِعْـري سَكرَةً
كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ
ردَّ لي من صَبوتي يا بَـرَدَى
ذِكـرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَــوَامْ
ليلةَ ارتـاحَ لنا الحَـورُ فلا
غُصـنٌ إلا شَـجٍ أو مُسـتهامْ
وَجِعَتْ صَفصَافـةٌ من حُزنِها
و عَرَى أغصَانَها الخُضرَ سَقامْ
تقـفُ النجمةُ عَـن دورتِـها
عنـدَ ثغـرينِ وينهارُ الظـلامْ
ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي
واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ
أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم
ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ
أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـتِ بهم
ألحقـوا الدُنيا بِبُسـتانِ هِشَـامْ
أنا لسـتُ الغَـرْدَ الفَـرْدَ إذا
قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ
أنا حَسْـبي أنّني مِن جَـبَـلٍ
هـو بيـن الله والأرضِ كـلامْ
سعيد عقل (1912ـ 2012)