زايد يمنحنا القوة – بقلم خالد عبدالله تريم

خالد عبدالله تريم

تمرّ علينا اليوم الذكرى السادسة عشرة لرحيل قائد الأمة، وحكيم العرب، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، عام 2004، بعد أن صنع الملحمة التاريخية، وأبدع في بناء دولة المجد، الإمارات العربية المتحدة.

وألحق حكيم العرب هذه الدولة العربية بركب العلم، والحضارة، والتطور، على الرغم من حداثة عهدها، لتصبح إرادة القائد المؤسس، وعزيمته، أقوى من كل الصعاب، وقادرة على صنع المعجزات.

نعيش ذكرى الرحيل المفجع، ونحن في مواجهة شرسة مع عدو لا يرحم، يبطش بالبشر، والاقتصاد، ويكاد يوقف، أو يبطئ عجلة النمو، والتطور، ونتصدى، وقيادتنا الرشيدة في المقدمة، لفيروس كورونا المستجد الذي أصبح جائحة ضربت دول العالم، وتكاد تشل حركته.

واليوم، ونحن، وقيادتنا ثابتون في المواجهة، نستمد من سيرة زايد العطرة، وروحه الطاهرة، وأفكاره، ومبادئه، وإنسانيته، ومواقفه في مختلف القضايا والأزمات، طاقة جبارة تعيننا على الصمود، والثبات، والقدرة على سحق الفيروس الخفي.

علّمنا زايد أن العزيمة، والتصميم، والصبر، والإرادة الصلبة، من شيم الرجال الذين يستطيعون تطويع الحديد الصلب ليصنعوا منه ما يحتاجون، ولذلك وقف أبناء زايد، قيادة وشعباً، في ساحة المعركة على جميع الجبهات، لا تغمض لهم عين، لأنه لا سبيل للحياة إلا بالنصر.

علّمنا زايد ماهية العلاقة المثلى بين القائد، والشعب، وضرورة أن يعمل المسؤول على تلبية احتياجات أبناء شعبه، ويسخّر موارد البلاد لتنميتها، جنباً إلى جنب مع امتثال الشعب لتوجيهات القيادة، ودعم خططها في البناء، والتنمية، وسياساتها الداخلية والخارجية، ليشكل الجانبان فكراً وعقيدة واحدة، ويصنعان تاريخاً مشتركاً مكللاً بتاج العزة، والرفعة، والسمو.

علّمنا زايد أن نكون كرماء، نتطوع لنجدة المحتاج، ونرفع الظلم عن المظلومين، ونُسهم برصيد كبير في تطور الإنسانية، وبحمد الله، فإن قيادتنا الحكيمة واصلت المشوار عل خطى المؤسس باقتدار، وتقدمت الصفوف الأولى في مساهماتها الإنسانية لمصلحة المنكوبين، والمحتاجين، واحتلت الكثير من المراكز الأولى، والمتقدمة.

والدنا زايد، كان قائداً استثنائياً بكل معاني الكلمة، أحَبّ بلاده، وشعبه، وحرص على أن يكونا في المقدمة دائماً، وكان له ما أراد، وأكثر.

وبفضل زايد وقيادتنا الحكيمة الفذة، يعيش أبناء الإمارات أزهى فترات حياتهم، وأكثرها عزاً، ورفاهية، فكل متطلبات الحياة الراقية ملك أيديهم، مساكن، ومدارس، وجامعات، ومستشفيات، وحدائق، ونوادٍ، وطرق، وخدمات، وفق أرقى المواصفات.

وفي ذكرى رحيله، يجدد أبناء الإمارات عهدهم للقائد المؤسس، وللقيادة الحكيمة، أنهم على العهد باقون، محبّون، وملتزمون بكل ما تطلبه، ومع قياداتهم لا بد أن يحققوا الانتصار الساحق على «كورونا»، وعلى كل الصعاب اليوم، وغداً.

جريدة الخليج