غيّب الموت يوم الثلاثاء 11 يوليو 2023 الكاتب الفرنسي ـ التشيكي الشهير ميلان كونديرا، أحد أبرز وجوه الأدب العالمي، ومؤلّف “كائن لا تُحتمل خفّته” عن 94 عامًا، في باريس حيث يقيم منذ عشرات الأعوام.
وأعربت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك عبر “تويتر” عن “حزن شديد” لرحيل ميلان كونديرا، مذكّرة بأنه “اختار فرنسا كي لا يتوقف أبدًا عن أن يكون حرًا”. وأضافت “كان يساعدنا على مرّ الصفحات على أن نكتشف من نحن، وعلى أن نجد طريقًا وسط عبثية العالم. وبرحيله، يغيب أحد أهم أصوات الأدب الأوروبي”.
وأوضحت دار “غاليمار” التي تتولى نشر كتب كونديرا منذ مدة طويلة أنه “توفي بعد ظهر الثلاثاء 11 يوليو 2023”. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت آنّا مرازوفا، الناطقة باسم “مكتبة ميلان كونديرا” في مدينة برنو التشيكية، مسقط كونديرا “للأسف، أستطيع أن أؤكّد لكم أنّ ميلان كونديرا توفّي بعد معاناة طويلة من المرض”.
وعبّر كونديرا في مؤلفاته بسخرية عن حال الإنسان، وكان بين الكتّاب النادرين الذين أُدرجت مؤلفاتهم وهم بعد على قيد الحياة في مجموعة (“لابلياد”) المرموقة، وتُرجمَت كتبه إلى نحو 50 لغة.
وجُرّد كونديرا الذي ولد تشيكيًا من جنسيته الأساسية، ثم استعادها بعد أربعين عامًا، لكنه يحمل الجنسية الفرنسية منذ عام 1981.
وكان يُفترَض بهذا المُدافع عن الحرية المولود في الأول من نيسان/أبريل 1929، والذي عايش الشيوعية، أن يكون موسيقيًا كوالديه. كان ميلان كونديرا في البداية روائيًا محبًا للموسيقى، وكتب نصوصه الأولى، وهي قصائد باللغة التشيكية، على طريقة السوناتات.
في ستينات القرن العشرين، صدرت لكونديرا عندما كان لا يزال تشيكيًا روايتان هما “المزحة” التي أشاد بها الشاعر الفرنسي أراغون و”غراميات مرحة”، تضمنتا تقويمًا مريرًا للأوهام السياسية لجيل انقلاب براغ الذي مكّن الشيوعيين عام 1948 من الوصول إلى السلطة.
وأصبح كونديرا من المغضوب عليهم في بلده بعد ربيع براغ، فغادره إلى فرنسا عام 1975 مع زوجته فيرا التي كانت نجمة في مجال تقديم البرامج على التلفزيون التشيكي.
وبعد حصوله على الجنسية الفرنسية، اختار الكتابة بلغة موليير، تعبيرًا عن قطعه صلته بوطنه الأصلي الذي جرّده من جنسيته عام 1979 ثم أعادها إليه عام 2019.
ومن أبرز الكتب التي صدرت له في فرنسا “رقصة الوداع” و”كتاب الضحك والنسيان”. وفي 1984، صدرت رواية “كائن لا تُحتمل خفّته” التي يعتبرها البعض رائعته، وهي رواية حب تتغنى بالحرية وموضوعها هو حال الإنسان. واقتُبس من هذا الكتاب لاحقًا فيلم سينمائي من بطولة جولييت بينوش ودانيال داي لويس.
وكان كونديرا مقلًا في الأحاديث الصحافية، وامتنع عن الإدلاء بأي منها منذ منتصف الثمانينات، إذ كان يفضّل أن يتناول الإعلام مؤلفاته فحسب دون أي موضوع آخر، وكان يعيش مع زوجته فيرا في وسط باريس بعيدًا من الأضواء. وكان اسم كونديرا يُطرح باستمرار كأحد المؤهلين لنيل جائزة نوبل للآداب، لكنه لم يحصل عليها قطّ.
Menu
- 0097142243111
- info@alowais.com
- Sun - Thr: 9:00 - 16:00