رحل يوم الاثنين 30 يناير 2023 الشاعر السوري شوقي بغدادي عن 95 عامًا. ويُعدّ من الشعراء العرب المخضرمين، فهو من مواليد مدينة بانياس العام 1928، عاش طفولته في الساحل السوري وتنقل بين مدارس رسمية متعددة منذ 1934 حتى 1939، ثم اللاذقية 1939-1945. درس الثانوية في دمشق، 1946-1947، ثم تابع دراسته في جامعة دمشق منتسبًا إلى المعهد العالي للمعلمين، وتخرج بإجازتين في الأدب العربي والتربية عام 1951. أقام في لبنان عامين ونيف، 1959-1961، وخمس سنوات في الجزائر 1968-1972 مدرّسًا، ثم تفرغ للكتابة.
عمل بغدادي على دعم الأدباء الشباب، من خلال المنابر التي عمل فيها محرراً وناصحاً للتجارب الإبداعية الجديدة، في ملحق الثورة الثقافي في سبعينيات القرن الماضي، وأسند إليه منصب رئاسة تحرير مجلة “الموقف الأدب”. بقي الراحل في دمشق، ولم يغادرها رغم الظروف السيئة التي حلت بسوريا عموماً.
اعتُقل الراحل في زمن الوحدة بين سوريا ومصر، وفي العام 1959 تحديداً، حيث بقي في سجن المزة تسعة شهور، وبعد إطلاق سراحه عاد إلى عمله في تدريس اللغة العربية في ثانويات دمشق، وتابع نشاطه السياسي في الأوساط اليسارية الماركسية السورية.
تقول عنه المترجمة كلود كرول في مقدمة ترجمتها لشعر شوقي بغدادي:
“أغوته الاشتراكية التي أفسحت له المجال للمشاركة في مهرجانات الشباب العالمي من خلال الترحال إلى ايطاليا مروراً بهنغاريا فإلى رومانيا فالاتحاد السوفياتي حتى الصين براً في القطار”… وبغدادي من الشعراء المؤدلجين الذين أثرت الأيديولوجية ليس في حياته وسجنه فقط، وإنما في شعره، وبالظروف الموضوعية وجد نفسه مدافعاً ومنافحاً عن الاشتراكيين الشيوعيين السوريين في مواجهة التيارات الأخرى.
وفي حياة بغدادي العديد من الجوائز والتكريمات، منها: الجائزة الأولى للشعر والقصة القصيرة من مجلة النقاد الدمشقية، والجائزة الأولى للأناشيد الوطنية، وجائزة اتحاد الكتاب العرب لأحسن مجموعة شعرية، العام 1981، وجائزة البابطين للإبداع الشعري، العام 1998، وجائزة أحمد شوقي للإبداع الشعري من اتحاد كتاب مصر، العام 2021، كما كرم من قبل العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية العربية.
وصدرت للراحل أعمال أدبية كثيرة نذكر منها:
“أكثر من قلب واحد” 1955، لكل حب قصة” 1962، “أشعار لا تحب” 1968، “صوت بحجم الفم” 1974، “بين الوسادة والعنق” 1974، “ليلى بلا عشاق” 1979، “قصص شعرية قصيرة جداً” 1981، “من كل بستان” – مجموعة مختارات شعرية 1982، “عودة الطفل الجميل” 1985″، رؤيا يوحنا الدمشقي” 1991، “شيء يخص الروح” 1996، “البحث عن دمشق” 2003، “ديوان الفرح” 2010، “بعد فوات الأوان” 2021.
رحيل الشاعر السوري المخضرم شوقي بغدادي