رحل يوم الجمعة 23 يونيو 2023 عالم الاجتماع والروائي السوري حليم بركات الذي عاش معظم حياته خارج وطنه لكنه كان يعيش حياتهكأنه داخل بلده عبر حفاظه على الكثير من العادات والإرث الاجتماعي لبيئته وثقافته الأولى.
وُلِد الدكتور “حليم بركات” عام 1936 في قرية الكفرون التابعة لمحافظة “طرطوس” في سوريا توفي والده وهو في العاشرة من عمره،لتنتقل العائلة بعدها إلى “بيروت“، وأثناء دراسة “بركات” العلوم الاجتماعية في الجامعة الأمريكية في “بيروت” تزوج من السيدة “حياة” رفيقة دربه ورواياته وعكازة شيخوخته.
حصل على الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي عام 1966 من جامعة “ميشيغان“، عمل بالتدريس في “الجامعة الأمريكية ببيروت” 1966-1972، وفي جامعة “هارفرد” 1972-1973, ثم في جامعة “تكساس” 1975-1976. لينتقل أخيراً للعمل في جامعة “جورج تاونالأمريكية“، وأمضى فيها 27 عاماً قضاها في البحث والتدريس، لتتنقل حياته بين مهنة التدريس في الجامعات الأمريكية والكتابة، فألّف مايقارب العشرين كتاباً، وكتب خمسين مقالاً عن المجتمع والثقافة، ليكون اسمه حاضراً بقوة في أهم المجلات، مثل “المجلة البريطانية لعلمالاجتماع“، ومجلة “الشرق الأوسط“، و“المواقف“، و“المستقبل العربي“.
المتتبع لنتاج الدكتور “بركات” الروائي يلمس ما يساوره من قلق واضح حول تفكك المجتمع العربي والتداعيات الخطيرة التي حصلت،ونتائجها الكارثية على الكيان العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص، بدءاً بالهجرة وأزمات المجتمع، إلى خوفه على الهوية والعدالةالمفقودة حسب وصفه.
مسيرة الكاتب الروائية تضمن إصداره سبع روايات ومجموعة قصصية، غنية بالرمزية التي تناولت أحداث العالم من وجهة نظر خاصة ليرتبطأسلوبه بلغة السهل الممتنع.
ومن أهم رواياته: “القمم الخضراء 1956، الصمت والمطر 1958، ستة أيام 1961، عودة الطائر إلى البحر 1969، الرحيل بين السهموالوتر 1979، طائر الحوم 1988، إنانة والنهر 1995، والمدينة الملونة 2006″، ومن كتبه التي تضمنت دراساته: “المجتمع العربي المعاصر1984، حرب الخليج 1992، المجتمع العربي في القرن العشرين 1999، الهوية أزمة الحداثة والوعي التقليدي 2004، والاغتراب في الثقافة العربية 2006″.
رحيل الروائي وعالم الاجتماع السوري حليم بركات