رحل مساء يوم الخميس 2 ديسمبر 2021 الفنان السوداني الشهير عبد الكريم الكابلي بعد مشوار حافل في مسيرة الغناء امتد أكثر من 60 عاماً، وهو صاحب مكانة متفردة جمع بين كونه شاعراً ومُلحناً ومُطرباً، زيادة على اهتماماته كباحث في التراث الشعبي السوداني.
ولد عبد الكريم عبد العزيز محمد وشهرته (الكابلي) في مدينة بورتسودان، شرق السودان عام 1932، واحتل مكانة مرموقة في أوساط السودانيين منذ بداية مسيرته الفنية وهو ما برز من خلال الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير بوضعه الصحي، في السنوات الأخيرة بعد انتقاله للعيش مع أبنائه وأسرته في الولايات المتحدة الامريكية.
وأكثر ما ميز مسيرة الكابلي، هو جمعه بين ثلاث مواهب يندر أن تجتمع في فنان، فإضافة إلى حسه الموسيقي المرهف فهو مثقف ومترجم وباحث تراثي من الطراز الرفيع، وبعد أن أكمل دراسته في خمسينيات القرن الماضي التحق الكابلي بالقضاء السوداني وعمل به نحو 20 عاما، قبل أن يقضي بضع سنوات للعمل كمترجم في السعودية ليعود إلى السودان مرة أخرى محترفا الغناء ويتربع على قمة الهرم الفني مع عدد من كبار المبدعين السودانيين.
بدأ الكابلي الغناء في الثامنة عشر من عمره؛ وظل يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية في نوفمبر عام 1960، عندما تغني برائعة الشاعر تاج السر الحسن أنشودة آسيا وإفريقيا بحضور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
ترك الكابلي الكثير من الأغنيات التي تربّعت على عرش الغناء في السودان منها: حبيبة عمري، أنشودة آسيا وأفريقيا، يا ضنين الوعد، أراك عصي الدمع، أكاد لا أصدق، زمان الناس، حبك للناس، شمعة، معزوفة لدرويش متجول.