التحذير الذي أطلقه محمد جودت، مدير الأعمال السابق في شركة «جوجل إكس» وله مؤلفات عدة عن الذكاء الاصطناعي، يكشف خطره على مستقبل البشرية؛ بل وجودها بشكل عام، وهل سيصبح الإنسان ضحية ما طوره وعمل عليه سنوات وسنوات؟ هل سيختفي عدد كبير من الوظائف؛ بحيث لن تكون هناك حاجة للإنسان إلى أدائها؟ ومدى قدرة الذكاء الاصطناعي على تحدي القدرة البشرية والذكاء الإنساني، وإيجاد حلول للكثير من المعضلات، مثل اكتشاف علاج ناجع وشافٍ للسرطان مثلاً، وغيره من الأمراض المستعصية، فضلاً عن أداء مختلف الوظائف من دون تعب أو توقف، ما سيوفر ميزانيات كبيرة من الرواتب والبدلات والعلاوات.
هذا الذكاء الذي طال حتى فن الكتابة، سواءً القصة أو الرواية أو البحوث أو الدراسات أو التقارير، يجعلنا ليس أمام معضلة فقط؛ بل أمام مستقبل غير واضح المعالم للبشرية بشكل عام، لن يفوز فيه أحد؛ حتى من يقود هذا الحقل سيجد نفسه في خضمّ معمعة لا يعرف الخروج منها، خصوصاً أن الشركات التي تعمل على ذلك، ليس لديها أي روادع دينية أو اجتماعية أو إنسانية؛ بل تقودها المادة بشكل أساسي.
هل نحن مستعدون لما يحدث في العالم من حولنا؟ وكيف يمكن أن نوظفه بشكل عقلاني، لا يخلّ بالتوازن البشري؟ وكيف نتعامل معه لمصلحة الإنسان أولاً وأخيراً، دون أن تضرب في صميم الوجود الإنساني وتركيبة المجتمع؟ كيف يمكننا أن نجعل هذا الذكاء الاصطناعي خيراً لنا وللبشرية جمعاء، بدل أن يكون خطراً عليها؟
التكنولوجيا هي التحدي الأكبر على الإطلاق للبشرية، والذكاء الاصطناعي قمة التكنولوجيا، وما سينتج منه هو ما سيشكل مستقبل العالم كله: فهل سنتحول لمجرد نمل نخاف أن يحطمنا أو يسحقنا هذا الذكاء تحت أقدامه، أم سنعرف كيف نوظف كل شيء لمصلحة البشرية ومنفعتها وخدمتها وبشكل لائق؟
مستقبل البشرية في المحك بلا شك.
خير أم شر؟