أعلنت “جائزة الشيخ زايد للكتاب”، يوم الأربعاء 8 ابريل 2020، أسماء الفائزين في دورتها الرابعة عشرة لعام 2019 – 2020، والتي ضمّت ستة كُتاب وأدباء عالميين إلى جانب مجلة أدبية مستقلة، تكريماً لنتاجهم الإبداعي والفكري المتميز الذي يعكس نهجاً فكرياً وفنياً يسهم في إثراء حركة الكتابة في الثقافة العربية المعاصرة.
فاز في فرع الآداب الشاعر منصف الوهايبي من تونس عن ديوانه “بالكأس ما قبل الأخيرة” الصادر عن دار مسكيلياني للنشر 2019، فيما فازت الكاتبة ابتسام بركات من فلسطين في فرع “أدب الطفل والناشئة” عن قصتها “الفتاة الليلكية” الصادرة عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي 2019، وفاز الباحث حيدر قاسم مطر من العراق في فرع “المؤلف الشاب” عن كتابه “علم الكلام الإسلامي في دراسات المستشرقين الألمان – يوسف فان إس أنموذجاً”، الصادر عن دار الروافد الثقافية ناشرون وابن النديم للنشر والتوزيع 2018، كما فاز محمد آيت ميهوب من تونس في فرع الترجمة، عن ترجمته لكتاب “الإنسان الرومنطيقي” للمؤلف جورج غوسدورف، من اللغة الفرنسية إلى العربية، والصادر عن دار سيناترا ومعهد تونس للترجمة 2018.
وفاز الكاتب الهولندي ريتشارد فان لوين عن فئة جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى، عن كتابه “ألف ليلة وليلة وسرديات القرن العشرين: قراءات تناصّية” باللغة الإنجليزية، والصادر عن دار بريل للنشر عام 2018.
وفازت عن فئة النشر والتقنيات الثقافية، مجلة بانيبال البريطانية للنشر، التي أسهمت في تقديم أعمال من الأدب العربي المعاصر إلى القراء الناطقين بالإنجليزية، عن طريق ترجمة مختارات من الكتب والدواوين العربية المنشورة سابقاً، إلى جانب الكثير من النصوص الشعرية والسردية غير المنشورة من قبل.
كما تم الإعلان عن شخصية العام الثقافية للدورة الرابعة عشرة من “جائزة الشيخ زايد للكتاب”، التي فازت بها الشاعرة والباحثة والمترجمة والأكاديمية الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: “ترتكز رؤيتنا في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على رعاية وتطوير ودعم الثقافة بكافة مجالاتها وقطاعاتها، ونحن فخورون بما تحققه جائزة الشيخ زايد للكتاب عاماً بعد عام من نجاح وتقدم، حيث نحتفي اليوم بالفائزين بالدورة الرابعة عشرة، وجميعهم من المتميزين والمعروفين في الساحة الثقافية العربية والعالمية الذين قدموا الكثير من الإبداعات وساهموا بنشر وتعزيز الوعي بالثقافة العربية. ونتمنى لجميع المبدعين الذين شاركوا والفائزين المزيد من النجاح والإبداع”.
من جانبه، هنّأ الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب ورئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الفائزين بمختلف فروع الجائزة في دورتها الرابعة عشرة، كما هنأ المبدعين والباحثين الذين وصلوا الى القائمة القصيرة وقال: “يواصل الإبداع الفكري والأدبي حضوره في المشهد الثقافي في أبوظبي، حيث نجحت جائزة الشيخ زايد للكتاب بدورتها الرابعة عشرة، في استقطاب نخبة من الأدباء والكتاب والشعراء والمفكرين الذين أسهموا في إغناء اللغة العربية وتعزيز حضورها عالمياً”.
وأكد بن تميم أن هذا الإبداع الخلاق والعمل الدؤوب من المفكرين والأدباء المشاركين على مستوى العالم في الدورة الرابعة عشرة هو تأكيد على النجاح الكبير الذي استطاعت الجائزة رسم ملامحه وتعزيز أركانه تحت اسم الأب المؤسس منذ تأسيس الجائزة.
وأشار إلى أنّ الجائزة واصلت اتباع منهجية دقيقة في عمليات الفرز والتحكيم خلال الأشهر الماضية، فضلاً عن دور الهيئة العلمية الفاحص لتقارير اللجان، لاختيار وتسمية أفضل الأعمال في هذه الدورة.
وأضاف: “أتقدم بالتهنئة للدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، لفوزها بشخصية العام الثقافية لهذه الدورة ، فهي مثال نادر في الثقافة العربية الحديثة، وهي ترفع اسم المرأة العربية إلى الأعالي، وتؤكد رسوخها في المعرفة والإبداع مثلما تبرز كفاءتها العلمية والتزامها الأخلاقي ، ويمثل فوز الجيوسي بهذه الفئة انسجاماً مع الرؤية بعيدة المدى لجائزة الشيخ زايد للكتاب، لتعزيز مكانة المرأة في الثقافة العربية، وبناء مجتمع عربي منفتح قائم على المساواة والكرامة والإبداع”.
يذكر أنه سيتم منح الفائز بلقب شخصية العام الثقافية “ميدالية ذهبية” تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير بالإضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم. في حين يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على “ميدالية ذهبية” و”شهادة تقدير”، إضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم إماراتي.
حيثيات الفوز
جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية فازت بها الأكاديمية الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي لدورها المهم ومساهمتها الكبيرة في نشر الثقافة العربية، حيث أنجزت على امتداد السنوات عدة أعمال كبرى، ذات طبيعة موسوعية خصت بها الشعر العربي الحديث والأدب الفلسطيني والحضارة الأندلسية، إلى جانب الترجمات التي قامت بها لأعمال من المسرح والشعر والأدب الشعبي. وما يضيف إلى أعمال د. سلمى الخضراء الجيوسي قيمة استثنائية هو أنها أنتجت هذه الأعمال باللغة الإنجليزية. ذلك ما سمح لها أن توصل الثقافة العربية إلى مرتبة أن تصبح مراجع معتمدة عبر جامعات ومؤسسات البحث في العالم. إن هذا الجهد العلمي الذي تميزت به الأعمال والدأب في العمل الجدي عادا من جديد إلى اللغة العربية وإلى ثقافتها. فهي بذلك أعمال تسهم في تقديم ثقافة عربية متنورة، برؤية نقدية متفحصة، ومنهج علمي حديث، منفتح على ثقافة العصر في مجالات البحث والمعرفة الأدبية والثقافية. بهذه الأعمال، وبسواها من الأعمال المترجمة إلى العربية ثم بعد ذلك إلى الإنجليزية، قدمت د. الجيوسي، لأبناء جيلها وللأجيال القادمة في العالم العربي وعبر العالم، ذخيرة علمية وثقافية، تقودها أخلاقية عالية في التعامل مع الثقافة العربية بمسؤولية وشغف.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الآداب: ديوان “بالكأس ماقبل الأخيرة”، صادر عن دار مسكيلياني للنشر عام 2019، للشاعر التونسي منصف الوهايبي. يمثل هذا الديوان تجربة فنية حديثة ويضم مايقارب ستين قصيدة متفاوتة الطول، متنوعة في طبيعتها وموضوعها، وهي ذات معان فنية وفلسفية وتاريخية تقوم على تجربة جمالية لافتة . تتنوع مدارات القول في الديوان فتشمل الحاضر، والماضي والمستقبل، وتلتزم القصائد جمالياً باللغة والإيقاع، وتتفاعل مع الأسماء والأمكنة التي تستعاد في سياق مجازي لتتجمع كلها في نوع من الفسيفساء الدالة.
جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل والناشئة: قصة “الفتاة الليلكية” للكاتبة الفلسطينية ابتسام بركات، الصادرة عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي عام 2019. الحكاية مستوحاة من رحيل الفنانة الفلسطينية تمام الأكحل عن بلدتها يافا. تبدو تمام هنا طفلة صغيرة تحلم بالعودة إلى بيتها، وتكتشف أنّ لديها موهبة في الرسم، فترسم بيتها في مخيلتها وتقرر أن تزوره ذات ليلة. ترفض الفتاة التي تقيم فيه السماح لها بالدخول، فتأخذ تمام حجراً من بيتها القديم، ثم تشرع في رسم منزلها، وبينما هي ترسم تهرب الألوان وتلحق بتمام، فتحول البيت إلى لون لحاء الشجرة العاري، ورحلت تمام لتترك خلفها اللون الليلكي الذي عمّ ارجاء المكان. وتتلخص رسالة القصة بتنمية خيال الأطفال وإدخالهم في عالم اللون وجعل الفن أداة عليا للحياة.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع المؤلِّف الشاب: كتاب “علم الكلام الإسلامي في دراسات المستشرقين الألمان – يوسف فان إس أنموذجا”، للباحث العراقي حيدر قاسم مطر الصادر عن دار الروافد الثقافية ناشرون وابن النديم للنشر والتوزيع عام 2018. الكتاب عبارة عن دراسة موسعة وعميقة ودقيقة عن علم الكلام وتعريفه ونشأته وأعلامه وقضاياه الأساسية، كما أنه دراسة عن الاستشراق الغربي وتتبع لجهود المستشرقين مع التركيز على الألمان منهم، ولاسيما “يوسف فان إس” الذي يعد واحداً من أهمهم ومن أغزرهم إنتاجاً وموسوعية ولاسيما في موسوعته “علم الكلام والمجتمع في القرنين الثاني والثالث للهجرة”.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الترجمة: ترجمة كتاب “الإنسان الرومنطيقي” للمؤلف جورج غوسدورف، وترجمة الدكتور محمد آيت ميهوب، من اللغة الفرنسية إلى العربية، من أصدار دار سيناترا ومعهد تونس للترجمة عام 2018. ينتمي الكتاب إلى حقل الدراسات النقدية ذات التوجه الفلسفي، وهو متفرد في تناول الرومنطيقية من خلال تحليل أصولها المعرفية والأنثروبولوجية الملتحمة مع عمقها الفلسفي. حيث يبين الكاتب أن الرومنطيقية مشروع فلسفي ضخم ومفتوح زماناً ومكاناً. استطاع ميهوب ببراعة إنجاز ترجمته بحرفية عالية، تمكن من خلالها استيفاء المعاني الكامنة في النص الأصلي، على الرغم من كثافتها ورصانة الصياغة وإحكامها في النص الفرنسي.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى: كتاب “ألف ليلة وليلة وسرديات القرن العشرين: قراءات تناصّية” للكاتب والمحاضر والباحث الهولندي ريتشارد فان لوين، صادر عن دار بريل للنشر عام 2018. يعد العمل مساهمة مهمة في الثقافة العربية في اللغات الأخرى، حيث يقدم الباحث قراءة لعددٍ كبير من الأعمال السردية المكتوبة باللغة العربية وغيرها من اللغات الشرقية والغربية من منظور تأثرها بألف ليلة وليلة وطبيعتها السردية. ويتوقف عند وليام فولكنر وماركيز وكالفينو وتوني موريسون ومارغريت آتوود ومارسيل بروست وجيمس جويس وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم. يرسم الباحث خارطة إبداعية واسعة الحضور لحكايات ألف ليلة وليلة في الأدب العالمي.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع النشر والتقنيات الثقافية: فازت بها مجلة بانيبال الأدبية المستقلة، التي تحمل اسم بانيبال تيمنّاً باسم آخِر ملوك الإمبراطورية الآشورية، آشوربانيبال، مؤسّس أوّل مكتبة منظّمة في الشرق الأوسط القديم. أسس المجلة كلّ من الناشرة البريطانية مارغاريت أوبانك والكاتب العراقي صموئيل شمعون في لندن عام 1998 ، وتستند المجلة منذ بداياتها على ثلاثة مبادئ أساسية، وهي أنّ الأدب العربي جزء رئيس من الثقافة العالمية والحضارة الإنسانية، وأنّه من الضروريّ العمل على تعميق حوار الثقافات باستمرار، وأنّ الاستمتاع بقراءة الشعر الرفيع والكتابة المبدعة جزء لا يتجزأ من الوجود الإنسانيّ.
الفائزون
– منصف الوهايبي: أستاذ جامعي في كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة في تونس ومختص في الأدب العربي القديم والأدب العربي الحديث والترجمة (عربيّة/فرنسيّة) والنقد، ويشغل منصب رئيس لجنة الماجستير ورئيس كرسي الأدب التونسي في الكلية، وهو عضو بارز في المجمع العلمي التونسي للعلوم والآداب والفنون: بيت الحكمة. وتشمل قائمة أعمال الوهايبي مجموعة من الأعمال العلمية والأدبية، كما ترجم أعمال عدة من لغات أخرى إلى العربية، ونالت بعض أعماله جوائز أدبية مرموقة، حيث حصد ديوانه الشعري “ميتافيزيقا” على جائزة البنك التّونسي “أبوالقاسم الشّابي” لعام 1999، ونال جائزة الكومار الذهبي في تونس عام 2012 عن رواية “عشيقة آدم” من سلسلة “عيون” المعاصرة.
– ابتسام بركات: كاتبة وشاعرة ومترجمة وفنانة تشكيلية فلسطينية، قدمت أعمالاً أدبية باللغتين العربية والإنجليزية، يحفل سجلها الأدبي بأعمال حصدت جوائز أدبية عدة، كما تمت ترجمة العديد من أعمالها إلى عدة لغات، وهي الكاتبة العربية الوحيدة الحائزة على جائزة مؤسسة القراءة الدولية لأفضل كتاب منذ بدء الجائزة في عام 1975. قدمت ابتسام أعمال أدبية عدة أهمها كتاب “تذوُّق طعم السماء” باللغة الإنجليزية عام 2007، والذي تحدثت فيه عن طفولتها في فلسطين، وحاز الكتاب على أكثر من 20 جائزة وتكريم، منها خمس جوائز أفضل كتاب لذلك العام وتُرجِم عن الإنجليزية إلى أربع لغات وهو حالياً في الطبعة الحادية عشرة باللغة الإنجليزية. كما يتم تدريسه في الكثير من المدارس الأمريكية وحول العالم.
– حيدر قاسم مَطَر جابر التميمي: يشغل منصب معاون رئيس الباحثين في قسم الدراسات التاريخية ضمن مؤسَّسة بيت الحكمة العلمية، التابعة إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في بغداد، وهو مدير تحرير مجلَّة “دراسات تاريخية” العلمية المُحكَّمة، التي تصدر عن قسم الدراسات التاريخية في بيتِ الحكمة. كما يتولى التميمي منصب نائب رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة (وكالةً) لشؤون البحث العلمي. ويحفل سجل التميمي بالأعمال المتميزة التي تشمل 10 مؤلفات منها كتاب “علم الكلام الإسلامي في دراسات المُستشرقين الألمان” وساهم في تحقيق كتاب “مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة” مع مجموعة من الأساتذة، إضافة إلى عمله على 20 دراسة بحثية وغيرها من البحوث والدراسات التي ما تزال قيد النشر، في عددٍ من المجلَّات العلمية العراقية والعربية المُحكَّمة، بالإضافة إلى سبعة مقالات وعروض للكتب.
– ريتشارد فان ليون: كاتبٌ ومحاضر ومترجم هولندي، تختصّ أبحاثه بتاريخ الشرق الأوسط والأدب العربي والإسلام في العالم المعاصر. بعد نيله شهادة الدكتوراه من جامعة أمستردام، تلقى ريتشارد ليون منحة لدراسات ما بعد الدكتوراه من الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم، ومنحة للبحوث العليا من مؤسسة البحوث الألمانية. يتمتع ليون بأكثر من 20 عاماً من الخبرة في هذا المجال، حيث شارك في مؤتمراتٍ عالمية وقدّم العديد من المحاضرات المشهورة ضمن مجال أبحاثه، كما نشر مجموعة متنوعة من الأعمال منها الروايات والترجمات الأدبية والأبحاث الأكاديمية.
– بانيبال: مجلة أدبية مستقلة أسّسها كلّ من الناشرة البريطانية مارغاريت أوبانك والكاتب العراقي صموئيل شمعون في لندن سنة 1998. وتعمل المجلة على تقديم أعمال من الأدب العربي المعاصر إلى القراء الناطقين بالإنجليزية، وتؤمن المجلة بأنّ للترجمة الأدبية قدرة عالية على إلهام الثقافات من أجل الحوار والتفاعل، وبالتالي على تطوير التفاهم والاحترام والتسامح عالمياً. ومن بين المؤشّرات البارزة على هذا الاهتمام أنّ جائزة للترجمة الأدبيّة إلى الإنجليزية قد نشأت في 2006، باسم جائزة سيف غباش-بانيبال للترجمة، بدعم من مؤسسة بانيبال للأدب العربي وبإدارة الرابطة البريطانية للكتّاب. ومؤخراً، انخرطت مجلة بانيبال في مشروع جديد، فبالإضافة إلى طبعتها باللغة الإنجليزية، أطلقت طبعة بالإسبانية صدر عددها الأول في شهر مارس 2020.
– سلمى صبحي الخضراء الجيوسي: أديبة وشاعرة وناقدة ومترجمة أكاديمية فلسطينية، درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن، ودرَّست في جامعات الخرطوم والجزائر، ثم سافرت إلى أمريكا لتدرّس في عدد من جامعاتها إلى أن أسست عام 1980 مشروع “بروتا” لنقل الأدب والثقافة العربية إلى العالم الأنجلوسكسوني، وقد أنتجت “بروتا” الموسوعات، وكتباً في الحضارة العربية الإسلامية، وروايات ومسرحيات وسيراً شعبية وغيرها. كما نشرت شعرها في العديد من المجلات العربية، وأهم دواوينها الشعرية: العودة من النبع الحالم 1960. ومن أهم أعمالها: دراسة عن “الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث”، حيث يعتبر الكتاب مرجعاً لا يتقادم، بما يتوفر فيه من معرفة دقيقة لأوضاع التحديث الشعري ولمبادئه وخصائصه ومرجعياته. مع ما لهذا الكتاب من عمق في النظرة وموضوعية في الانتقاء والتقويم والتحليل. ثم إنه غني بالمعلومات الدقيقة، التي لا يمكن لأي باحث أن يستغني عنها. وهو لذلك كتاب يظل جديداً باستمرار، حتى ولو كان مر على صدوره في الإنجليزية ما يقرب من أربعين سنة وفي العربية ما يقرب من عشرين سنة.أما الموسوعة التي أنجزتها عن الحضارة الأندلسية فهي أيقونة متفردة بين الدراسات والأعمال التي جعلت من الأندلس موضوعاً لها. فهي تجمع بين تعدد مجالات الحضارة الأندلسية وبين أهم وأكبر الباحثين والدارسين من عرب وأجانب، الذين هم من أصحاب الاختصاص في الدراسات الأندلسية. وتعتبر دراستها عن الأدب الفلسطيني مساهمة كبرى في التعريف بالثقافة الفلسطينية، بما هي عنوان الهوية الفلسطينية. جمعت فيه بين الأعمال والأعلام والدراسات، وألفت بين التأريخ والتوثيق والتحليل. وهذه كلها تعطي عملها في آن قوة وم صداقية المرجعية والنزاهة الفكرية.
– محمد آيت ميهوب: يشغل الدكتور محمد آيت ميهوب مناصب عدة منها أستاذ الأدب الحديث والأدب القديم ومناهج النقد الأدبي الحديثة والترجمة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس العاصمة، وعضو مؤسس ومدير تحرير للمجلة العلمية المحكّمة “نقد وتنوير”، ورئيس لجنة تحكيم جائزة توفيق بكار للرواية العربية بتونس، ورئيس لجنة تحكيم جائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل بتونس، ورئيس لجنة تحكيم مسابقة مؤسسة “الكتاما” للقصة القصيرة. عمل ميهوب على تأليف وترجمة أكثر من 10 كتب منها كتاب “الإنسان الرومنطيقي”، وكتاب “السير الذاتية في الأدب المعاصر”، وعمل على ترجمة ودراسة أسلوب القصة الشعرية من كتاب “القصة الشعرية” لجان إيف تادييه، وكتاب “الإنسان الرومنطيقي” المترجم إلى العربية من الفرنسية، ورواية “حروف الرمل”، وكتاب “الأقصوصة”، وغيرها العديد من الترجمات والمؤلفات.