تجلو بِمَسواكِ الأَراكِ مُنَظَّماً
عَذباً إِذا ضَحِكَت تَهَلَّلَ يَنظُفُ
وَكَأَنَّ ريقَتَها عَلى عَلَلِ الكَرى
عَسَلٌ مُصَفّىً في القَلالِ وَقَرقَفُ
وَكَأَنَّما نَظَرَت بِعَينَي ظَبيَةٍ
تَحنو عَلى خِشفٍ لَها وَتَعَطَّفُ
وَإِذا تَنوءُ إِلى القِيامِ تَدافَعَت
مِثلَ النَزيفِ يَنوءُ ثُمَّتَ يَضعُفُ
ثَقُلَت رَوادِفُها وَمالَ بِخَصرِها
كَفَلٌ كَما مالَ النَقا المُتَقَصِّفُ
وَلَها ذِراعا بَكرَةٍ رَحبِيَّةٍ
وَلَها بَنانٌ بِالخِضابِ مُطَرَّفُ
وَعَوارِضٌ مَصقولَةٌ وَتَرائِبٌ
بيضٌ وَبَطنٌ كَالسَبيكَةِ مُخطَفُ
وَلَها بِهاءٌ في النِساءِ وَبَهجَةٌ
وَبِها تَحِلُّ الشَمسُ حينَ تُشَرِّفُ
تِلكَ الَّتي كانَت هَوايَ وَحاجَتي
لَو أَنَّ داراً بِالأَحِبَّةِ تُسعِفُ
وَإِذا تُصِبكَ مِنَ الحَوادِثِ نَكبَةٌ
فَاِصبِر فَكُلُّ غَيابَةٍ سَتَكَشَّفُ
وَلَئِن بَكيتُ مِنَ الفِراقِ صَبابَةً
إِنَّ الكَبيرَ إِذا بَكى لِيُعَنَّفُ
عَجَباً مِنَ الأَيّامِ كَيفَ تَصَرَّفَت
وَالدارُ تَدنو مَرَّةً وَتَقَذَّفُ
أعشى همدان (شاعر أموي)