من أكبر الاستثمارات التي نجح فيها رؤساء أمريكا تجارة المذكرات، التي نشروها بعد خروجهم من البيت الأبيض.. حدث هذا مع معظم رؤساء أمريكا السابقين، وإن كانت أرباحهم قد ارتفعت كثيراً في السنوات الأخيرة، وبلغت ملايين الدولارات، حتى إن ذلك شجع زوجات الرؤساء على كتابة مذكراتهن، كما فعلت هيلاري كلينتون وميشيل أوباما.
وكان الرئيسان كلينتون وأوباما أغلى رؤساء أمريكا في سوق المذكرات، حتّى إن مذكرات أوباما «الأرض الموعودة» قد صدرت في 25 لغة.
الواضح الآن أن كل رئيس يدخل البيت الأبيض يضع خطة استثماراته قبل أن يمضي، وتكون دور النشر في انتظاره علي باب البيت الأبيض، وهو يستعد للرحيل في أواخر أيامه.
وهناك مصدر مالي آخر ينتظره الرئيس، وهو المحاضرات، حيث يتحدث الرئيس عن سنوات حكمه، وفي هذه المحاضرات يحصل الرئيس علي 100 ألف دولار في المحاضرة الواحدة.
وقد أصبحت هذه المذكرات أهم مصادر الدخل للرؤساء في أمريكا بعد خروجهم من الخدمة، والغريب الآن في قصة المذكرات أنها انتقلت من الآباء والأمهات إلى الأبناء، حيث تستعد ابنة الرئيس ترامب (إيفانكا) لإصدار مذكراتها عن سنوات عملها كمستشارة لوالدها في البيت الأبيض، وسوف تحكي فيها عن رحلاتها إلى الدول العربية خاصة أنها مارست أعمالاً تجارية، وأقامت شركات مشتركة.. ولا شك أن مذكراتها ستثير غباراً كثيفاً بعد رحيل والدها عن البيت الأبيض، وهناك احتمالات كثيرة بأن تدخل العمل السياسي رغم أنها بدأت حياتها عارضة ومصممة أزياء.
والغريب في عالمنا العربي أن هناك قلة من الرؤساء كتبوا مذكراتهم، بينما رحل عدد كبير وبقوا سراً غامضاً في كل شيء في حياتهم.
العالم ينتظر الوقت الذي يكتب فيه الرئيس ترامب مذكراته، لأن فيها أسراراً ومفاجآت كثيرة، وقد يأتي اليوم الذي نجد فيه الحكام العرب يكتبون مذكراتهم، وفي قصص وحكايات الربيع العربي ورحيل بعض الحكام العرب، وما شهدته بلاد مثل: مصر والعراق وسوريا وليبيا واليمن من أحداث وأسرار ما يستحق أن نعرف عنه الكثير ولا تزال المذكرات في عالمنا العربي سرّاً من الأسرار الغامضة، وقد يأتي يوم ترى الشعوب فيه كل شيء.
على العموم، قليل من الحكام العرب كتبوا مذكراتهم، والذي كتبها لم يكن حريصاً على أن يكشف الحقيقة، لأن الهدف منها كان تبرئة نفسه، وتطهير سيرته إلا القليل منهم.
صحيفة الرؤية