تناول العدد الجديد من مجلة “الناشر الأسبوعي” محاكم التفتيش الإسبانية في ملفات سرية أصلية، أخرجها للعلن عبر البحث والتحقيق، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في كتابه الجديد “محاكم التفتيش.. تحقيق لثلاثة وعشرين ملفاً لقضايا ضد المسلمين في الأندلس”، الصادر في أغسطس/ آب الماضي عن منشورات القاسمي.
ويكشف الكتاب من خلال مخطوطات أصلية تضم 23 ملفاً، تفاصيل مروّعة كانت مطويّة في غياهب السريّة والصمت لأكثر من خمسة قرون، عن وقائع التحقيقات وحالات التعذيب والمحاكمات والأحكام القاسية، في حق العرب المسلمين في غرناطة خصوصاً، وفي عموم الأندلس. ويُعدّ كتاب “محاكم التفتيش” فتحاً علمياً في التأريخ والبحث والتحقيق، بما يكشفه من معلومات دقيقة وموثوقة مستقاة من وثائق التحقيقات. وجاء الكتاب في مجلدين باللغة العربية يتضمنان 1390 صفحة، وجاءت طبعته الإسبانية في مجلدين أيضاً من 1248 صفحة.
وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “تحتفي مجلة الناشر الأسبوعي اليوم بمنجز معرفي وتاريخي جديد يضيفه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى المكتبة العربية والعالمية، يوجه من خلاله البوصلة أمام المؤرخين والباحثين لإعادة قراءة تاريخنا العربي والإسلامي وكشف حقائقه، انطلاقاً من دور الكاتب والمثقف الكبير المشغول بتصحيح صورة ثقافته في الذاكرة الإنسانية، والحريص على تدعيم مقومات هويته التاريخية بالمعرفة والعلم والبحث”.
وتوقف سعادة أحمد العامري، رئيس تحرير المجلة في كلمته الافتتاحية عند أهمية الترجمة وأثرها على مخاطبة الثقافة والتواصل معها، فكتب: “تنشط حركة الترجمة في الشارقة، بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وذلك من خلال الدعم والتشجيع والجوائز والتقدير العالي للمترجمين بوصفهم جسوراً وسيطة بين الثقافات”.
وأضاف: “يأتي صندوق منحة الشارقة للترجمة لدعم المترجمين والناشرين على حد سواء، فضلاً عن تنشيط حركة النشر واكتشاف آفاق ثقافية جديدة. وقد أطلقت هيئة الشارقة للكتاب (منحة الترجمة) في العام 2011، لتصبح جزءاً من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتوفر الدعم والتمويل للمترجمين والناشرين لإنجاز أعمالهم بمختلف لغات العالم”.
وتابع: “وتشكل جائزة (ترجمان) العالمية فضاء للتبادل الثقافي، وتعرّف العالم بالأثر العظيم للإسهامات العربية في الحضارة الإنسانية. وكانت هيئة الشارقة للكتاب أطلقت الجائزة عام 2016، بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال انعقاد الدورة الخامسة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، لتكون عنصراً من عناصر مشروع الشارقة الثقافي التنويري الذي يقوم على تعمير الثقافة بوصفها علامة مضيئة من علامات وركائز الهوية العربية الإسلامية”.
وكتب مدير التحرير، علي العامري في زاويته “رقيم” بعنوان “محاكم التفتيش بالوثائق الأصلية”، تناول فيها أهمية الكتاب الجديد لصاحب السمو حاكم الشارقة. واستشهد بما جاء في كتاب العالم اللغوي الدكتور رافائيل لابيسا بعنوان: “تاريخ اللغة الإسبانية”، عن الأثر العميق للغة العربية في “لغة ثيربانتيس”. وأكد في زاويته أن محاكم التفتيش التي استمرت 356 عاماً، لم تتمكن من طمس الروح العربية في اللغة والثقافة والحجر.
ونشرت “الناشر الأسبوعي”، التي تصدرها هيئة الشارقة للكتاب، تقريراً عن “المعجم التاريخي للغة العربية”، مشروع الأمّة العربية الذي تقوده الشارقة، ويوثق لـ 17 قرناً من “لغة الضاد”. وتضمن العدد الجديد حواراً مطوّلاً مع الشاعر الكولومبي فرناندو ريندون، مؤسس ومدير مهرجان مديين الدولي للشعر، أكبر تظاهرة شعرية في العالم. ونشرت المجلة مقالاً عن المستعرب العلّامة فيديريكو كورينتي، صاحب القاموس العربي الإسباني، الذي أمضى معظم حياته في دراسة لغات وآداب الأندلس. وتضمن العدد موضوعات عن المراكز الثقافية الدولية، والرحالة إيزابيل إيبرهارت التي وثّقت معاناة الجزائريين ومقاومتهم للاستعمار الفرنسي، فضلاً عن أخبار الإصدارات الجديدة ومراجعات الكتب وتقارير عن جوائز أدبية وحركة التأليف وصناعة الكتاب.