اختارت دولة الإمارات 28 أغسطس يوماً للمرأة الإماراتية احتفاءً بإنجازاتها واحتفالاً بما حققته من مكانة متميزة هي فخر لقيادة وشعب الإمارات. فمنذ تأسيس دولة الإمارات وبروزها على الساحة العالمية والمرأة تعمل جنباً إلى جنب الرجل كشريك ولاعب رئيس في حركة التنمية الوطنية.
ويحق للمرأة الإماراتية أن تفخر بما حققته من إنجازات متتالية وفي زمن قياسي بعمر الشعوب، حتى أصبحت اليوم تحمل القضايا الوطنية جنباً إلى جنب مع الرجل، وتشارك بصورة يومية في كل منجز يسطر على أرض الإمارات أو فضائها.
ولا شيء يفرح الإماراتية أكثر من فرحها وهي ترى ثمرة جهودها وقد تكللت بالنجاح في صورة الغرس الذي غرسته في أبنائها وفي التنشئة الأسرية التي تقوم بها إلى جانب عملها العام. واعترافاً بمكانتها وفضلها فقد قدمت لها الدولة كل الدعم والتشجيع الذي تحتاجه بجانب إشراكها في صنع القرار العام وفي المشاركة السياسية، حتى حققت المرأة الإماراتية اليوم مكانة متميزة بين نساء العالم.
خلال الخمسين عاماً من عمر الاتحاد كان للمرأة طموحات عدة من حق التعليم والعمل إلى المشاركة السياسية. ومن يعرف التاريخ المعاصر لدولة الإمارات يدرك أن الإماراتية دخلت معترك التعليم والعمل متأخرة نسبياً، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذا التأخير لم يقف في وجه الإماراتية ولم يعق طموحاتها.
ومما ساعد الإماراتية على ولوجها طريق العلم والعمل بسهولة ويسر هو الدعم الذي قدمته الدولة لها، فالتعليم عبر مراحله كافة، ومنظومة القوانين والسياسات التي تتبعها الدولة، وتوجيهات قيادتها، تمثل أداة تساعد المرأة على تخطي كل الصعاب. فالتعليم أحد أهم العناصر التي تصنع الفرق، وهو يمكن المرأة من شق طريقها بيسر وسهولة.
ومن أجل تحقيق طموحات المرأة ومساعدتها على تحقيق المكانة التي تستحقها، فقد عملت الدولة، من خلال سن التشريعات والقوانين، على إزالة كل العقبات والحواجز من طريقها، وتسهيل مهامها حتى أصبحت الإماراتية اليوم أنموذجاً لنساء العالم من حيث التمكين، وأصبحت العلاقة بين المرأة والقيادة علاقة تعاون وعمل متفانٍ وعطاء متواصل.
فعلى عكس العديد من البلدان التي تكافح فيها المرأة لنيل أبسط حقوقها ومنها التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية، حظيت المرأة في دولة الإمارات بكل التسهيلات والتشريعات التي تضمن لها المكانة التي تستحقها، ومن دون معوقات.
كل ذلك بفضل قيادة آمنت بأن المرأة شريك الرجل وأنها أهم وأسمى من مجرد وصفها بأنها «نصف المجتمع».ليس فقط قانونياً وتشريعياً، بل اجتماعياً ونفسياً، وقفت الدولة تساند المرأة من خلال سن التشريعات والقوانين والسياسات التي تضمن إزالة جميع التحديات والحواجز التي قد تعيق خلق بيئة نفسية وصحية مناسبة لإبداعاتها وتحقيق طموحاتها وتمكينها، وإبراز قضية المساواة بين الجنسين.
لقد حققت المرأة، خلال العقود الخمسة الماضية، ما تبتغيه وأكثر، ووصلت إلى أعلى المراتب علمياً ومهنياً وتخرجت متسلحة بأهم الشهادات العلمية والتقنية، واستطاعت أن تدخل المعترك السياسي وتثبت جدارتها فيه.
ليس هذا فحسب، بل استطاعت التوفيق بين عملها وبيتها وشؤونها الأسرية بطريقة استحقت الإعجاب. فليس سهلاً على امرأة عاشت طويلاً في بيئة محافظة أن تكسر الإطار، وتحقق كل ذلك النجاح وتحلق في فضاءات عالية وغير متوقعة.
لكن طموحات الإماراتية كانت وما زالت بلا حدود. فوصولها للعالمية في مجال العمل النسائي وتحقيق ما وصلت له نساء العالم المتقدم كان هدفها الجديد، لذلك عملت بجد لكي تصل إلى هذا الهدف مع الأخذ في الاعتبار أن عليها القيام بكل ذلك مع المحافظة على عادات المجتمع وتقاليده الإيجابية. وبالفعل عملت بجد ومن دون عجلة حتى حققت ذلك الهدف.
إن المرأة الإماراتية اليوم يحق لها أن تفخر بما وصلت إليه اجتماعياً ووظيفياً وعلى مستوى العمل الوطني، ويوم 28 أغسطس من كل عام شاهد على فخر الإمارات شعباً ودولة بالمرأة ومنجزاتها في المجالات كافة، ذلك أن طموحات الإماراتية تعدت الحاضر منطلقة نحو المستقبل بتوجهات ونظرة جديدة. فقد وضعت المرأة الإماراتية المستقبل وفضاءاته الجديدة نصب عينيها.
إنها مدركة أن المستقبل سوف يحمل معه العديد من التحديات والفرص. ولذا فهي تتهيأ لذلك الوقت بالاستعداد العلمي والنفسي لمواجهة تحديات المرحلة وانتهاز فرصها.
المرأة الإماراتية .. طموحات بلا حدود
جريدة البيان