الدين.. بين ماركس ومعلوف – بقلم منى الرئيسي

منى الرئيسي

كثيراً ما استخدم الكُتاب والمثقفون والسَّاسة عبارة «كارل ماركس» المشهورة: «الدين أفيون الشعوب»، مقتطعين العبارة من جذروها لتذهب إلى معنى غير ما أريد لها، ولكنها وُظفت في سياق لا يخل بروح العبارة، فاستُخدمت لوصف بعض الحركات التخريبية التي أحدثها الإسلام السياسي أو اليمين المتطرف، أو أي عملية إرهابية ناتجة عن أيديولوجيا متطرفة.

الكاتب اللبناني أمين معلوف يوضح في كتابه «اختلال العالم» عمق إشكالية فهم الدين وتداخله مع النضال السياسي، من خلال تأويل جديد لمقولة كارل ماركس فيقول: «إنه حين قال ماركس: الدين أفيون الشعوب، لم يقله بدافع الاستهزاء أو التعالي كما فعل تلاميذه، إذ لا بد من قراءة نص ماركس نفسه وكما ذكره، وهو: إن القنوط الديني هو التعبير عن قنوط حقيقي وعن احتجاج على القنوط في آن، فالدين هو تنهيدة المخلوق المظلوم، قلب عالم بلا قلب، روح عالم بلا روح، إنه أفيون الشعوب».

يرجعني هذا الطرح إلى إشكاليات متعلقة بالعاطفة الدينية، إلى ما حدث مؤخراً في العراق عندما اقتحم عشرات الأفراد محطة تلفزيونية عراقية وأضرموا فيها النار على خلفية بثها برنامجاً «ترفيهياً» في ذكرى عاشوراء.

التعاطي مع الشعائر الدينية لأي مذهب أو طائفة كان أمراً في غاية الحساسية، وقد يحول أي منطقة إلى بقعة ملتهبة، لتستفيد منها بعض قوى الظلام والأحزاب السياسية.

هذا الفعل وغيره من الأفعال التي مرت على ذاكرتنا تجعل التساؤل مشروعاً: إلى أي مدى ممكن أي يستفز الإنسان دينياً؟ وكيف تتعارض مسائل حرية التعبير مع محاذير ازدراء الأديان والمساس بها؟ لتستدعي الحاجة إلى فهم أكثر شمولية لهذا الجانب مع وجود قوانين تحرم هذا الفعل.

صحيفة الرؤية