الإعلام الثقافي.. وكورونا – بقلم ميسون أبوبكر

ميسون ابو بكر

لعله من المبكر أن نحصر في الوقت الحالي ما كُتب في كورونا من أدب متنوع، ولعل الفترة المقبلة ستشهد سيلاً من الأدب الذي أنتجه أدباء ومسرحيون وفنانون تشكيليون عن المرض والعزل، وكيفية تعامل العالم معه، ومدى تأثيره في المجتمع أثناء الأزمة وبعدها.

سيؤرخ الناس لكورونا كما أرخوا لسنة الطاعون وسنة النكبة، فهي سنة شملت العالم من أقصاه إلى أدناه بأحداثها ومآسيها، ومخيلة المبدعين قادرة أن تتعاطى مع الجائحة بشكل آخر وبتأثير أقوى، قد يحفر في ذاكرة المتلقي كثيراً بشكل يفوق تأثير التاريخ والأرقام وعدد الوفيات والمصابين والناجين، فالمبدع الذي يكتب بأحاسيسه أو ريشته أو يترجم مشاعره على خشبة المسرح أو عبر نص شعري هو صاحب لغة أقوى، والشواهد كثيرة إلى عصرنا هذا.

لذلك فإن تخصيص قنوات ثقافية للأعمال الإبداعية ولإعلام ثقافي من شأنه أن يكون رئة ثانية، تخدم المجتمع في القضايا المختلفة منها كورونا التي ستستمر لزمن.

ولأن الإعلام هو القناة التي تلج من خلالها الثقافة إلى المجتمع، ولأن الثقافة اليوم هي أيقونة للفكر والمعرفة والإبداع، والاطلاع على ثقافات الآخرين، والإمارات من الدول التي تهتم بتكوين جيل يحترم هويته الثقافية وثقافته الوطنية، فهنا يأتي دور الإعلام الثقافي الذي نجده صناعة لا تقل عن الصناعات الأخرى، التي تتقدم بها دولة الإمارات الحبيبة.

فكل تلك المناسبات الثقافية والجوائز والتحفيز على القراءة والمعارض التشكيلية والمسرحية والشعرية تحتاج لمنظومة إعلامية متخصصة، لتبرز من خلالها، وتصل شريحة أكبر تتعدى الحاضرين في مؤتمر أو فعالية، كما تقدم المناسبة بإطار إعلام ثقافي يشرف عليه صانعو محتوى ومتخصصون في الإعلام الثقافي ويرتقي بها، وتعم بها الفائدة والمتعة، لتتعدى كونها خبراً عبر الفضاء الإلكتروني الذي قد يقدمه الهاوون بشكل عشوائي.

قلة هي القنوات المتخصصة في الشأن الثقافي في عالمنا العربي، وما تسعى له الدولة اليوم في مجالات إبداعية مختلفة يجعل الثقافة في مصاف السياسة والاقتصاد وغيرها، ويحق لها أن تتعانق مع الإعلام الذي يقدمها بما يليق.

لعل كورونا تكون فرصة لتخصيص إعلام ثقافي يخدم المجتمع، ويحضر من خلاله المبدعون بما يليق بدورهم المأمول في مثل هذه الأزمات، في زمن انحسرت فيه مساحة الصحافة الثقافية

صحيفة الرؤية