أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس اللجنة الاستشارية للشارقة، العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، أن الشغف بالكتب والقراءة يوحد اليوم الإنسانية جمعاء في مواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) المستجد، وأن هذا الوباء ذكّر العالم بأنه يواجه مصيراً مشتركاً، ولا يملك سوى التمسك بالقيم الكبرى، والتشبث بالأمل، والدعاء.
أوضحت الشيخة بدور القاسمي، الرؤية المركزية التي قادت منجزات الشارقة في عام تتويجها العاصمة العالمية للكتاب، بقولها: «إلى جانب عشقنا للكتاب، فإن الفضل الأكبر في نجاح هذا العام يعود للدعم المستمر، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث كان جُل اهتمامه وتركيزه، منذ 40 عاماً، منصباً على تطوير الثقافة، وهذا ما قادنا لترسيخ مكانة الشارقة على الخريطة الثقافية العالمية. وتمكن صاحب السمو حاكم الشارقة، من قيادة مشروع ثقافي متميز على مستوى المنطقة، والعالم، لذا سنظل ممتنين له إلى الأبد».
جاء ذلك خلال الحفل الختامي لفعاليات الاحتفاء بالشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، اللقب الثقافي الأرفع، الذي عقد عبر تسجيل مرئي (عن بعد)، ونقل على المحطات التلفزيونية المحلية، والعربية، والعالمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والذي سجل نسبة متابعة كبيرة من المسؤولين الرسميين، والدبلوماسيين، إلى جانب كتاب، ومثقفين، وفنانين من مختلف بلدان العالم.
وسلمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، خلال الحفل الذي شهد عرض فيلم تسجيلي عن مسيرة الشارقة خلال عام اللقب، وإنجازاتها الثقافية، وحضورها في مختلف فعاليات الكتاب في العالم، راية العاصمة العالمية للكتاب إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور (عن بعد)، لتحمل اللقب في عام 2020-2021، وتستكمل مسيرة المبادرة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، (اليونيسكو)، بهدف تكريم جهود المدن الثقافية العالمية، والتأكيد على دور الكتابة والمعرفة في تحقيق التنمية المستدامة، وغرس قيم التسامح الإنساني والعالمي.
وقالت الشيخة بدور في خطابها: «لا شك في أن الكتب تمتلك القدرة على ترسيخ الحكمة، وتجديد الإبداع الإنساني، وعندما وقع اختيارنا على (افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً) كشعار لفعاليات الاحتفاء بالشارقة العاصمة العالميّة للكتاب لعام 2019، لم يكن العالم قد واجه هذه الجائحة بعد، اخترنا هذا الشعار لأننا نؤمن بالكتاب جسراً للتواصل بيننا، وأن المحور الرئيسي لخطابنا في الشارقة هو (اقرأ… حطم الحواجز التي تفصل بين الشعوب)، ونريد من الكتاب أن يعمق علاقاتنا مع الآخرين، وأن يمد جسور التواصل لنفهم الآخر بصورة صحيحة، ونتعرف إليه عن قرب».
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: «كان شعار (افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً) وسيلتنا لتشجيع التواصل بين مختلف أفراد المجتمع، بغض النظر عن اللغة التي يتحدثون بها، ستجد في الشارقة كتاباً، أو نشاطاً ثقافياً ومعرفياً يناسبك، ومن دون استثناء. وخلال العام الماضي، امتلأ جدول الشارقة بالفعاليات الثقافية التي تتمحور حول الكتاب، والقراءة، والتي تستهدف في جوهرها الجميع».
وتابعت الشيخة بدور القاسمي: «لاحظ معظمكم، أن منصات التواصل الاجتماعي تمتلئ الآن بمنشورات لا حصر لها، من جميع أرجاء العالم، تتضمن عناوين كتب مقترحة للمطالعة، كوسيلة لقضاء الوقت والنهوض بالوعي والفكر خلال هذه الفترة الصعبة من الحجر الصحي. في الشارقة، تملأ هذه الجهود قلوبنا بالأمل، وتذكّرنا بأن استراتيجيتنا المستدامة لغرس حب الكتاب والقراءة هي الطريقة الأمثل لبناء مجتمعات أقوى، لأن البشر خلال التحديات بحاجة إلى التمسك بقيم أكبر للمضي قدماً».