بعد مضي ما يزيد على عام على انتخاب مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وتحديداً منذ الرابع والعشرين من يونيو 2021، تستعرض «الاتحاد» جوانب مما تم إنجازه خلال الفترة الماضية وما ينوي اتحاد الكتاب تقديمه خلال المرحلة المقبلة، وكذلك آمال بعض الكتاب والنقاد في القادم من البرامج والأنشطة الخاصة بالاتحاد في مقراته الأربعة بالشارقة وأبوظبي ودبي ورأس الخيمة.
عن إنجازات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات خلال العام الماضي منذ تولي مجلس الإدارة الحالي مسؤوليته قال سلطان العميمي، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: إن اتحاد الكتاب منذ انطلاق مسيرته في عام 1984 يعد مظلة ثقافية إبداعية تواكب تطلعات الدولة سواء فيما يخص إبراز المواهب والقدرات الوطنية ودعمها، أو التماهي مع الحركة الأدبية والثقافية العالمية في مختلف الأجناس الأدبية، ومن هذا المنطلق سعى مجلس الإدارة الحالي منذ انتخابه إلى تعزيز هذين الجانبين في جميع برامجه مع الأخذ في الاعتبار مواكبة التطورات والظروف، والتفاعل مع كل ما شأنه أن يضيف إلى ما تم إنجازه من خلال مجالس الإدارات السابقة.
وأضاف العميمي: نضع في الاعتبار عند التخطيط ووضع البرامج أن تكون شاملة لجميع الأجناس الأدبية والقضايا الثقافية والنقدية، ومشاركة مبدعي ومبدعات الإمارات من مختلف الفئات العمرية، ركيزة أساسية قبل اعتماد أي خطة أو انطلاق أي برنامج، في مقرات الاتحاد الأربعة. وبعد ذلك يأتي دور المتابعة والتدقيق لتجويد العمل على المستويات كافة، بدءاً من العناوين المطروحة التي يشترط فيها الابتعاد عن التنميط والتكرار، أو من حيث المضامين التي تدعم الحراك الثقافي، وتؤسس لأفكار وقضايا جديدة يمكن طرحها ومناقشتها فيما بعد، أو من حيث إتاحة الفرصة للوجوه الشابة للمشاركة.
وأوضح العميمي أن اتحاد الكتاب يؤمن دائماً بضرورة التفاعل مع المؤسسات الثقافية داخل الدولة، وفي هذا الإطار وقع الاتحاد العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي أثمرت عن برامج وإصدارات وفعاليات متميزة خلال الموسم الثقافي السابق، وما زالت مستمرة وقابلة لكل تحديث وتطوير، من أجل مواصلة الإنجاز في البرامج القادمة، ومن بين الجهات والمؤسسات التي تم توقيع اتفاقيات معها: الأرشيف الوطني، ولجنة إدارة الفعاليات والمهرجانات الثقافية والتراثية ممثلة في أكاديمية الشعر، وهيئة الشارقة للكتاب، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومكتب المجلس الوطني للإعلام.
مشاركة فاعلة ونوعية
وأشار العميمي إلى أن الاتحاد يسعى دائماً لإبراز الصورة الكاملة التي وصل إليها الأدب الإماراتي، بأجناسه الأدبية كافة ومختلف أجياله، من خلال المشاركة الفاعلة والنوعية في معارض الكتب والمهرجانات والملتقيات المحلية والدولية، كما يدعم أوجه التواصل بين المبدعين من خلال الفعاليات والمجالس الأدبية في مقراته، أو من خلال تفاعلهم مع الجمهور وتفاعل الجمهور معهم، سواء عبر المنصات الرقمية في الأمسيات والندوات الافتراضية، أو من خلال اللقاءات الواقعية المباشرة.
وأضاف العميمي أن سعي الاتحاد لتعزيز التواصل لا يقتصر فقط على المبدعين والجمهور، ولكنه يمتد أيضاً إلى التواصل مع دور النشر المحلية بغية الاطلاع على طموحات شباب المبدعين والمبدعات، ودعم العناوين الجديدة والأقلام الواعدة من مواطني ومواطنات الدولة. كما أكد في هذا السياق حرص الاتحاد المستمر على تجديد المحتوى وانتقاء المضامين المطروحة للنشر، وفق معايير محددة من خلال لجنة النشر والتأليف، وذلك من أجل الحفاظ على جودة الإصدارات وتنوعها، وإبراز الوجه الحضاري للأدب الإماراتي والصورة المثلى للثقافة الوطنية، والحفاظ على مكتسبات كُتاب الإمارات، ولا يقتصر مسار النشر على الأدباء من هذا الجيل، ولكنه يهتم أيضاً بإعادة طبع الأعمال القديمة الرائدة في الأدب الإماراتي.
وأوضح العميمي أن المشاركات المكثفة والنوعية لاتحاد الكتاب، سواء تلك التي تمت في جناح الاتحاد أو على المسارح المخصصة للفعاليات بمعارض أبوظبي والشارقة والعين للكتاب، أو من خلال ما تحقق في النسخة الثانية لمعرض الكتاب الإماراتي الذي أقيم بالمشاركة مع هيئة الشارقة للكتاب، ما هو إلا تأكيد على قناعة الاتحاد، بأن أي حدث ثقافي يجمع الكتّاب والناشرين مع القراء والجمهور، يعتبر إضافة مهمة للمشهد الثقافي المحلي، كما يدفع كل المبدعين الإماراتيين إلى الاستمرار في العطاء الإبداعي، وإثراء المشهد الثقافي واستثمار الفرص المتاحة لتسويق الكتاب، والإسهام في نشر ثقافة القراءة بين جميع أفراد المجتمع، ولذلك فإن الاتحاد يسعى دائماً إلى أن تكون مشاركاته في التجمعات الثقافية والمبادرات الوطنية، كشهر القراءة، معبرة عن مكانته كمظلة تجمع كتاب وأدباء الإمارات، وعن المكانة التي وصل إليها الأدب والثقافة الإماراتية.
تنشيط الحركة النقدية
وأشار العميمي إلى أن الاتحاد بادر بتفعيل نشاطات نادي النقد بعد فترة من التوقف ليكون إحدى الركائز الشهرية المهمة في برامج الاتحاد، من أجل الإسهام في تنشيط الحركة النقدية في الإمارات والنهوض بها وتقديم أقلام نقدية تواكب المنتج الهائل من الإصدارات، وتشارك في تقييم الأعمال الأدبية الإماراتية وإبراز أوجه التميز وما يحتاج إلى تجويد، لمساعدة الكُتّاب الإماراتيين في الوصول إلى الأفضل، وإبراز حضور الناقد الإماراتي في الحراك الأدبي وتحفيزه على ممارسة النقد ذاتيا وكتابياً.
وأكد أن الاتحاد تلقى خلال السنتين الماضيتين العشرات من طلبات الحصول على عضويته، وأن لجنة العضوية تعمل بشكل دائم على تقييم هذه الطلبات، كما تم تسهيل آلية التقدم لطلب العضوية كتقديم الطلب عبر موقع الاتحاد وإرسال النماذج المطلوبة عبر الموقع دون الحضور شخصياً.
كما أشار إلى أن الاتحاد سيعلن قريباً عن عدد من المبادرات التي تستهدف خدمة المشهد الثقافي الإماراتي وكافة الأدباء والكتاب، ومنها دورات تهدف إلى إكساب الملتحقين بها خبرات في إدارة العمل الثقافي.
تفاعل وحضور مميز
ومن جانبها قالت الأديبة شيخة الجابري، رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي والمسؤول الثقافي للاتحاد: إن مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات منذ توليه المسؤولية قبل عام وشهرين تقريباً قد قطع شوطاً كبيراً في وضع مسار واضح ومميز لتنفيذ وتنويع أنشطته في مقراته الأربعة باعتباره أحد المصادر الثقافية الرئيسة لدعم الكتاب من كافة الفئات والأجناس الأدبية.
كما أكدت شيخة الجابري أن فرع أبوظبي بعد افتتاحه في أعقاب انفراج أزمة كورونا قدم نشاطاً ملموساً لقي تفاعلاً وحضوراً مميزاً من رواد الاتحاد، واعتمد هذا النشاط على إبراز المواهب الإماراتية، وتقديم عناوين لمضامين جديدة تشمل كل الأجناس الأدبية، بالإضافة إلى مواصلة الاتحاد فتح أبوابه للأدباء والمثقفين للالتقاء ببعضهم بعضاً، وخاصة عبر المجلس الأدبي الذي يفتح المجال لكل من لديه موهبة أن يعرض نصوصه على الحضور لمناقشتهم فيها، مما يعطي الفرصة للإفادة والاستفادة من أجل تقديم الأجود والنوعي في النصوص القادمة.
كما أشارت الجابري إلى أن افتتاح مقر دبي وتنفيذ برامج نوعية فيه بالشراكة مع المؤسسات الثقافية في الإمارة يعد أيضاً إضافة قوية لأنشطة الاتحاد.
تنوع النشاط الثقافي
عن آلية وضع برامج الاتحاد قالت شيخة الجابري بصفتها مسؤولة ثقافية: المسؤول الثفافي لا ينفرد بوضع الخطط، ولكنها تتم من خلال مشاركة جادة بين مسؤولي الفروع ومجلس الإدارة برئاسة سلطان العميمي واللجنة الثقافية التي ترأسها الأديبة صالحة غابش، وقد اعتمدنا أن تكون الخطط فصلية لمواكبة الأحداث والمناسبات وتجويد العمل بشكل مستمر.
وأضافت الجابري أن هذا المزيج والتنوع في النشاط الثقافي بدءاً من وضع الخطط وصولاً إلى الموضوعات والعناوين والأسماء المشاركة أثمر عن برامج حافلة شارك فيها عدد كبير من الوجوه الإبداعبة الجديدة والأقلام الواعدة.
كما لفتت شيخة الجابري إلى أهمية عودة نادي النقد وتفعيل دوره حيث أفرز خلال الفترة الماضية أقلاماً نقدية أكاديمية إماراتية قوية من خلال إلقاء الضوء على تجاربهم النقدية المرتبطة بالمشهد الإبداعي داخل الدولة، كما أشارت إلى الإصدارات الجديدة خلال العام الماضي بتنوعها ومضامينها.
دعم الكاتب الإماراتي
الناقدة الدكتورة فاطمة المعمري قالت: يقدم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أنشطة ثقافية متنوعة على امتداد أفرعه في الدولة، كما نجد له حضوراً في معارض الكتب والمناسبات الثقافية، ودائماً ما نتواجد كأعضاء في منصته التي نستظل بها، كما بدأ الاتحاد بتفعيل نادي النقد وهي خطوة يحتاجها القطاع الثقافي في الدولة حيث يرافق النقد دائماً كل عملية تطوير، وهذا بحد ذاته أمر جميل وجهود كبيرة يشكر مجلس الإدارة عليها. ولكن نرجو أن يكون لاتحاد الكتاب دور محوري أكبر في دعم الكاتب الإماراتي، بالتعاون مع الجهات المختصة، وبالأخص أعضاؤه الذين يتعين أن يحصلوا على ميزات تفضيلية، عن أولئك الذين فضلوا عدم الانتماء إلى هذا الصرح. ونرجو أن نجد خططاً استراتيجية لزيادة عدد الإصدارات الأدبية والترويج للكاتب الإماراتي محلياً وإقليمياً وعالمياً، والحقيقة أن القائمين على الاتحاد هم نخبة من المبدعين، فقد تكون هناك خطة للترويج موجودة، ولكن نحتاج لأن نفعلها بصورة أكبر، كما نحتاج استراتيجية وطنية شاملة للنقد الأدبي تنظم عملية النقد وتجعلها عملية موجهة بإشراف مؤسسي تؤدي النتائج المرجوة من النقد البنّاء، وتتضمن العديد من البرامج منها على سبيل المثال: رخصة ناقد، وأشكر من هذا المنبر بالتأكيد هذا الكيان الأدبي والقائمين عليه.
اهتمام إعلامي أكبر
قال الشاعر كريم معتوق: لا يمكن أن نقيم أي مؤسسة جماهيرية أو مؤسسة نفع عام بعيداً عن الإمكانيات المادية والعنصر البشري العامل، بحيث يقوم بعض الأفراد، لما لهم من رؤية وتضحية بوقتهم وعلاقات، بتغطية أي قصور مادي، قد يحول من دون النجاح المطلوب، وقد تتوفر المادة ويصبح العنصر معطلاً لعدم رغبته في بذل المزيد من الجهد.. واتحاد الكتاب تنقصه الإمكانات المادية بلاشك لمعرفتنا السابقة، وكنت أتمنى أن يحرص الإخوة المنوط بهم تسيير الأنشطة أكثر على استجلاء أهمية المناشط الثقافية.
وأضاف: يسجل لأعضاء المجلس تأسيس جماعة للنقد الأدبي وتكليف الدكتورة مريم الهاشمي وهي إضافة نوعية كنا نفتقد لها، وكذلك جماعة الشعر والقصة القصيرة.
وما ألاحظه هو غياب الاهتمام الإعلامي من خلال نشر الفعاليات بصورة أعم على وسائل التواصل الاجتماعي وألا تترك للمشاركين القيام بهذا الدور، فعلى سبيل المثال جمعيات كُتاب أخرى حديثة قياساً باتحاد الكتاب تصلني أخبار الفعاليات التي تقام فيها بصفة دائمة، إما عبر الواتساب أو الإتستجرام من دون اختيار مني بالمتابعة، بينما أنشطتنا تصل للأعضاء فقط وهذا يحد من انتشارها.
عمل يخدم ثقافة الوطن
قال الروائي علي أبو الريش: إن وجود اتحاد الكتاب في الساحة الثقافية يعتبر في حد ذاته مكسباً لكل مثقفي الوطن، وأعتقد أن تكاتف جهود الجميع هو الهدف وهو الأمل لصياغة عمل ثقافي يخدم ثقافة الوطن، ويطور من بلاغة الكلمة، وكل ما أتمناه ألا يحجم أحد عن الالتفاف حول مجلس الإدارة، وأن نغلّب هذا الصرح على كل ما يخص الفرد، وهذه أمنية أتمنى أن تتحقق عما قريب.
جريدة الاتحاد
اتحاد الكُتاب.. على شرفة المستقبل – بقلم سعد عبد الراضي