في عام 1927 التقى الفنان الإسباني الأصل، الذي عاش في فرنسا، بالفرنسية ماري تيريز والتر، التي كانت تصغره بسبعة وعشرين عاماً. وقتها كان بيكاسو لما يزل متزوجاً من راقصة الباليه الأوكرانية أولغا خوخلوفا، والتي أنجب منها ابنه الأول، ولكن دخول الصبية الفرنسية حياة الرجل عصف بذلك الزواج، لتصبح ماري تيريز زوجته الثانية التي منها أنجب ماريا في عام 1935.
ستغدو ماريا، وهي طفلة، ملهمة لوالدها في عدد من اللوحات التي رسمها احتفاء بالطفولة بين سنتي 1938 و1939 وكانت ماريا موضوعاً في عددٍ منها، تماماً كما حدث عند ولادة ابنه البكر، وضمّ معرض للوحات بيكاسو عشر لوحات، رسم فيها ابنته وهي في الثالثة من عمرها؛ مِن بينها: «مايا مع دمية»، و«مايا مع دمية وحصان»، و«مايا بزي بحّار»، و«مايا في قارب»، و«مايا بالمئزر»، وستصبح ماريا، عندما كبرت، الأقرب إلى والدها، حتى قيل إن علاقة الأب بابنته كانت نوعاً من الصداقة، وتظهر معروضات عن حياة بيكاسو صوراً من إجازات كان يمضيها مع ابنته في الجنوب، وذهابهما معاً للسباحة أو لحضور منازلات مصارعة الثيران.
مؤخراً أعلنت عائلة بيكاسو: «إن مايا رويز بيكاسو توفيت بسلام محاطة بأسرتها، عن عمر ناهز 78 عاماً، مخلفة وراءها ثلاثة أبناء»، وكانت الابنة الراحلة محطّ اهتمام واسع، قبل عام، حين أعلن عن تلقّي متحف بيكاسو في باريس، المؤسسة التي تحتضن أوسع مجموعة في العالم لبابلو بيكاسو، ثمانية أعمال لم تعرض من قبل، منحتها المرأة للدولة الفرنسية، من بينها لوحة تكعيبية بالأبيض والأسود تعود للعام 1938 هي نفسها لوحة «طفل المصّاصة الجالس على كرسي».
لو قدّر للابنة المتوفاة أن تعيش عاماً إضافياً لأصبحت شاهدة على الاحتفالات التي تستعد فرنسا وإسبانيا لإحيائها في العام القادم، بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة والدها، بسلسلة معارض في البلدين.
جريدة الخليج
ابنة بيكاسو الملهمة – بقلم حسن مدن