إيزابيل الليندي: سينتهي النظام الأبوي الذكوري

الكاتبة التشيلية ترى أن على الأجيال الجديدة بناء عالم ما بعد كورونا على أسس المساواة العرقية وبين الأنواع الاجتماعية.

أكدت الكاتبة التشيلية الشهيرة إيزابيل الليندي أن جائحة فايروس كورونا الحالية أظهرت انعدام مساواة فاضحا، بات يغذي الآن التظاهرات اليومية في الولايات المتحدة والعالم.

ورأت الكاتبة الشهيرة صاحبة رواية “منزل الأرواح” أن على الأجيال الجديدة بناء عالم ما بعد كورونا على أسس المساواة العرقية وبين الأنواع الاجتماعية.

وفي تصريحات إعلامية لها، قالت سابقا الكاتبة المقيمة في سان فرانسيسكو إنه “ستنجم عن الجائحة موجة عارمة وتفسيرات جديدة لواقعنا ليس فقط في مجال الفنون بل الفلسفة والتاريح وكل شيء. أما على صعيدي الشخصي أحتاج إلى المزيد من الوقت لتتضح الصورة”.

وتضيف “كان بإمكاني أن أكتب ‘منزل الأرواح‘ مباشرة بعد الانقلاب العسكري التشيلي في العام 1973. لكني احتجت إلى ثماني سنوات لأفعل ذلك لأني كنت بحاجة إلى استيعاب ما حصل. وأظن أنني سأفعل الشيء نفسه مع ما يحصل راهنا”.

وتؤكد الليندي أن الجائحة الحالية تعلمنا أن ندرس أولوياتنا وتضعنا في مواجهة واقعنا. انعدام المساواة هو الواقع. متسائلة “كيف يمضي البعض مرحلة العزل على يخت في منطقة الكاريبي فيما البعض الآخر خاوي البطن”.

وتتابع “تعلمنا الجائحة كذلك أننا عائلة كبيرة واحدة. فما يحصل لشخص في ووهان يعم الأرض قاطبة ونحن جميعا. لا وجود للجدران ولا جدار يفصل بين الناس”.

وترى الكاتبة أن المبدعين الفنانين والعلماء والشباب ونساء كثيرات يفكرون بما سيكون عليه العالم بعد كورونا. لا يريدون العودة إلى العالم القديم هذا هو الرهان الأهم في زمننا هذا، أي الحلم بعالم مختلف ينبغي علينا الوصول إليه.

وتضيف “سينتهي النظام الأبوي الذكوري. فالوحوش الذين يحكمون العالم سينهكون. ويحل عالم يتقاسم فيه الرجال والنساء حكم العالم بمساواة. ينبغي ألا ندع العنف والجشع يوجهان العالم بل التضامن والتعاطف والأمل. هذا هو العالم الذي نصبو إليه”.

وتلفت الليندي إلى أن الأجيال الشابة سترث عالما دمرناه وحطمناه. وعليهم إنقاذه في حال كان ذلك ممكنا. آملة أن يكون لديهم حل إيجابي، بينما تقر بأن التظاهرات تطالب بالعدالة العرقية المرتبطة مباشرة بمعضلة الفقر.

تقول “من هم أفقر الأشخاص في هذا البلد؟ من هم الأشخاص الذين يحصلون على أسوأ ضمان صحي وأقل فرص عمل والذين يعانون أكثر من غيرهم من عنف الشرطة ويدخلون أكثر من غيرهم إلى السجون؟ إنهم السود”.

وتظن الليندي أن هذه التظاهرات بدأت بالانتشار في أماكن عديدة. حيث ثمة أزمة اقتصادية عالمية كبيرة ستؤدي إلى خسارة وظائف، إلى الفقر والمزيد من العنف. ولذا ستحصل تظاهرات جديدة، تظاهرات ضخمة.

وتقول الكاتبة التشيلية “لا يمكن حل هذه المشاكل بالرصاص والغاز المسيل للدموع بل من خلال معالجة جذور المشاكل. هي مشاكل عميقة تعود إلى مرحلة الاستعباد”.