أكد الباحث والأديب عبدالعزيز الشحي، رئيس مركز الوثائق التاريخية التابع لإدارة التراث العمراني والآثار ببلدية دبي أن ما نشاهده اليوم في إمارة دبي من تطور وازدهار قل نظيرهما، ووضعا الإمارة على خريطة العالم الأول، إنما يعود الفضل في كل هذا إلى أسرة آل مكتوم، التي تحكم دبي مند العام 1833م.
جاء ذلك في أمسية تراثية نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات، مساء يوم الأحد 13 ديسمبر 2020 ، بعنوان (نوادر من مركز الوثائق التاريخية في دبي)، قدم المحاضر خلالها الباحث والأديب رشاد محمد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة، بحضور كوكبة من الأدباء والباحثين والمهتمين.
ابتدأ عبدالعزيز الشحي محاضرته بالقول إنه انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في كون «الحفاظ على تراثنا وثقافتنا التي توارثناها عبر الأجيال، وما قدمته لنا من إرث فكري وإبداعي مسؤولية وطنية وتاريخية نحملها اليوم وسيحملها أبناؤنا وأحفادنا»، أنشأت بلدية دبي، ممثلة بإدارة التراث العمراني، مركز دبي للوثائق التاريخية عام 2016، في حي الشندغة بالمنطقة التراثية التاريخية الكائنة على ضفاف خور دبي، وليس بعيداً عن متحف دبي في منطقة الفهيدي.. نافذة على التراث والمستقبل.
وقال المحاضر: يعد مركز الوثائق التاريخية بدبي نافذة تراثية مهمة لتاريخ المنطقة، ويعد إشعاعاً ثقافياً وحضارياً في مجال التوثيق التاريخي. وقد تم تشييد مبناه بملامح تراثية ليكون مرآة للتراث في حي الشندغة التاريخي، إذ أنشأته بلدية دبي من أجل حفظ وتوثيق الوثائق والسجلات القديمة والنادرة التي تؤرخ لمراحل تطور المدينة في مختلف المجالات، ولحفظ الإنجازات الحضارية لإمارة دبي على مر العصور حتى الوقت المعاصر.
وأضاف الشحي: يقع المركز في منطقة الشندغة التاريخية، ويعد الأول من نوعه على مستوى الإمارة في منهجية عرضه للوثائق بطريقة المتاحف، وهو مركز يتبنى أفضل الممارسات في حفظ الوثائق وتجميعها وتنظيمها وتصنيفها وترميزها وفق منهجية التوثيق المعمول بها عالمياً في المجال وإتاحتها للباحثين والمهتمين في التعرف على تاريخ الإمارة.
وقال: على الرغم من أن مركز الوثائق التاريخية في دبي الأحدث في الدولة، فإنه يتميز باختلاف مقتنياته، وينفرد بإطلالة ساحرة تجمعه في إحدى واجهاتها بالبيئة البحرية عبر خور دبي، في حين تحتضنه البيئة الصحراوية، التي يحيل إليها الطراز المعماري المهيمن بالمكان.
ووفقاً لما أورده الشحي، بدأ المركز بألف وثيقة، ويضمُّ اليوم أكثر من 100 ألف وثيقة، استفاد منها مئات الطلبة الذين يحضرون للدراسات العليا «الماجستير والدكتوراه»، وكذلك عشرات الباحثين والمتخصصين. وقد نظَّم المركز أكثر من 13 معرضاً.
ومن بين اهتمامات المركز، تنظيم ورش عمل لترميم الوثائق التاريخية، وقد تعاون في ذلك مع مركز جمعة الماجد، وتنظيم معرضين متخصصين عن الوثائق التي تملكها بعض الأسر الكبيرة والمعروفة في دبي.
وأسهم المركز في دراسات وبحوث عدة، كما أكّد الشحي، ومنها «كتاب بلدية دبي – وثائق تاريخية» الذي ستصدر منه الطبعة الثانية خلال العام الجاري، إضافة إلى دراسة حول كتاب «الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – وثائق تاريخية»، وهناك كتاب عن وثائق أسرة السركال، وآخر عن وثائق عائلة المنصوري، وكلاهما قيد الطباعة.
وحول التعاون بين المركز والمراكز المشابهة في الدولة، قال الشحي: هدفنا يتجلّى في الحفاظ على تراثنا ومنحه الاهتمام والرعاية الكاملة كونه يمثّل جزءاً محوريّاً من تاريخ الدولة، والتعاون قائم بيننا وبين مراكز الوثائق التاريخية، ودارة الدكتور سلطان القاسمي في الشارقة، ومركز الوثائق التاريخية في رأس الخيمة، ومركز الأرشيف الوطني في أبوظبي.
وعلى مستوى الخليج العربي لدينا تعاون وتنسيق مع مركزي الوثائق في البحرين ومسقط، ومركز الوثائق الخاص بمجلس التعاون الخليجي، وهناك أفكار لربط المراكز الخليجية ببعضها.