استُهِلّ الاحتفال بكلمة أحمد السماحي مدير البيت والمشرف الإداري على المعجم، أكد خلالها أن المشاريع التي يضطلع البيت الثقافي النهضوي القيام بها مشاريع تجديدية، وابتكارية، تحافظ على هويتنا العربية الإبداعية المنفتحة على الجميع والمحتفظة بخصوصيتها وإبداعها.
وقال: «إن هذا المشروع ليس وليد اللحظة أو الحماسة بل هو مشروع طويل الأمد سيمتد ليخرج في خمسة أجزاء تعقبها تصويبات وتطويرات».
وأوضح د. باسل الزّين، مُحرِّر المعجم وعضو لجنته العلمية جملة عناصر أساسية انعقد عليها تحرير المعجم أبرزها: أزمة توحيد المصطلح ورسمه، والتعويل على فكرة الخروج «بهويةٍ مصطلحاتيّةٍ جديدةٍ» تكون محل توافق واتفاق. وضرورة التحرر من المركزية الأوروبية وما يستتبعه هذا الأمر من ضرورة صوغ مواد هذا المعجم صوغاً عربياً سليماً، وإلباسه لبوساً عربياً أصيلاً، وجعله غاية معرفية عربية في ذاتها وليس وسيلة لنقل أفكار الآخرين بلغة هزيلة مفككة تحاكي البنيان التركيبي الأعجمي. فضلاً عن مراعاة فرادته التي تتأتى من أنه كُتب بلسان عربي وذهنية عربية في آن معاً.
وأكد الدكتور أحمد برقاوي عميد البيت، أن أهمية المعجم تتأتى من كونه أول معجم عربي يضم نخبة كبيرة من أهم الفلاسفة والمشتغلين بالفلسفة من معظم الأقطار العربية، ومن كونه أول معجم يُكتب بذهنية عربية بعيداً من الحمولات الإيديولوجية والتصورات القبلية، ويحتفي بالإرث الفلسفي العربي الذي طور واقع الإنسان فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وعزّز روح البحث المستمر، والحرية الفكرية والتسامح العقلي. ناهيك عن جدة تقسيمه، ذلك بأنه لم يشتمل على أبرز المفاهيم الفلسفية فحسب، بل اشتمل كذلك على أبرز المدارس الفلسفية، وعرض لأمهات الكتب التي وسمت تاريخ الفكر الفلسفي، وتناول أهم المشكلات الفلسفية العربية الراهنة، وأسهب في ذكر أبرز الأعلام منذ فجر الفلسفة اليونانية حتى يومنا هذا.
وقال برقاوي: «إن المعجم إنتاج مجهودات، وسنوات من العمل المشترك والبحث والدراسة المستفيضة، ويشكل إضافة قيمة من شأنها أن تُغني المكتبة العربية، وهو استمرار لنشاط العرب المعجمي الذي أنتج معجم الجرجاني، ومعجم الكليات لأبي البقاء الكفوي»
وتناول الدكتور الزواوي بغورة عضو اللجنة العلمية، الآلية التي جرى بموجبها اختيار الباحثين، وتحكيم المواد، بدءاً من الإلمام الفطن بالمادة المُسندة إلى الباحث، مروراً بالإضافة أو الجديد الذي وجب على كل مشارك أن يأتي به، فضلاً عن الإحاطة والدقة والقراءة الخاصة والتأويلية والتفحص النقدي للمشكلات الفلسفية، والرصد التاريخي لتكوّن المفهوم وتطوره، ورصد التباينات في داخل المدرسة الفلسفية الواحدة، وتبيان الإضافات التي أتت بها الكتب الفلسفية المذكورة.
و بيّن الدكتور محمد محجوب عضو اللجنة العلمية، أهمية أن ينطوي معجم على آراء الفلاسفة العرب الذين تبنّوا منهجيات بحث أو مدارس فلسفية غربية وبماذا تميزوا عنها وأضافوا إليها، كل ذلك في سبيل التمهيد لفلسفة عربية أصيلة تكون نتاج مجتمعاتنا وتعكس هويتنا ومشكلاتنا.
إطلاق معجم الفجيرة الفلسفي
جريدة الخليج