هناك شغف في العالم بمقتنيات المشاهير، أكانوا فنانين أو أدباء أو رياضيين، أو حتى ساسة. شهرة الشخص تضفي على مقتنياته، مهما بدت لنا بسيطة قيمة كبرى من جميع الجوانب، بما فيها الجانب المادي، المالي، وتتضاعف هذه القيمة حين يغيب النجم الشهير المعني عن الدنيا، وما أكثر ما نسمع أو نقرأ عن لوحات لفنانين كبار، كبيكاسو مثلاً، تباع بأسعار خيالية في مزادات، مع أنها قد لا تكون من بين لوحاتهم المهمة أو الشهيرة، ويمكن أيضاً لرسالة خطّها أديب لامرأة أحبّها أو لصديق من أصدقائه أن تتحول إلى وثيقة تباع، هي الأخرى، في المزادات حتى لو كان محتواها عادياً وخالياً من الإثارة. يكفي أنها كتبت بخط يد ذلك الأديب.
قبل سنوات قليلة، ربما في عام 2019، قفز اسم الفنان الكبير فان جوخ إلى صدارة الأخبار، حين أعلن عن واقعة مضت عليها عقود؛ حيث عثر مزارع على مسدس في قرية «أوفر سور أويس» الفرنسية؛ حيث لقي الفنان حتفه، وبالضبط في الحقل الذي يُعتقد أن فان جوخ أطلق فيه النار على نفسه، ولم يعتبر ذلك المزارع المسدس غنيمة، وإنما أعطاه لأصحاب نزل في تلك القرية، ثم جرى توارثه عبر عقود. مرّ الزمن وطرح هذا المسدس المتهالك، أو بالأحرى بقاياه، في مزاد علني بباريس، وبيع بالفعل بمبلغ يعادل 183 ألف دولار، على الرغم من أنه لا يقين بأنه هو نفسه الذي أطلق الفنان منه النار على نفسه.
ثمة خبر طازج آخر، هو أن حزاماً لبطل أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي بيع قبل أيام فقط بمبلغ ضخم وصل إلى 6.18 مليون دولار، وهو الحزام الذي طوّق خصر كلاي في معركة اللقب للوزن الثقيل عام 1974 التي أطلق عليها «معركة الأدغال»، وتمكن فيها كلاي من تحقيق الفوز في واحدة من أشهر نزالات الملاكمة على الإطلاق على الملاكم الإفريقي القوي جورج فورمان.
ولم يكن مدهشاً أن من اشترى الحزام شغوف باقتناء أشياء المشاهير، ويملك مجموعة ثرية من تذكارات الموسيقى والتاريخ الأمريكي. وقال في تغريدة على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إنني فخور لكون الحائز عليه»، ويقال إن المبلغ الذي دفعه لشراء حزام كلاي يعد الأعلى بين الأسعار التي تم دفعها على الإطلاق لشراء تذكارات رياضية، ومن المتوقع أن يتم عرض الحزام في شهر أغسطس/آب القادم.
أشياء المشاهير – بقلم حسن مدن
جريدة الخليج