أرأيتم يا سادة، لو أنكم مررتم بواحةِ فيها مئات النخيل، باسقات لها طلع نضيد، ثم رأيتم بينها، نخلةً عملاقة، هي أبلغُ في طولها من كل شقيقاتها. أضخم جذعاً، وأطيب ثمرة، وأفرع هامة؟ مثّلوا بهذه الواحة، أهل الفن والطرب، وعدّوا تلك النخلة الفريدة، ضيفنا اليوم، الفنان السعودي من أصول حضرمية، أبو بكر سالم بلفقيه. أحدثكم، عن عملاق عرفته منذ كنت صغيراً، كان ابنه أصيل صديقاً لعمي فيصل، فصديقاً لكل العائلة، ثم امتدت الصداقة لتشمل ابنه أحمد، وظلت صداقتنا مع عائلة كريمة، تشربت الطيبة، والأصالة، والأخلاق، كما الفن، والإبداع، والجمال.
قابلت العملاق، أبو بكر سالم، عدة مرات، في منزله، يوم كنتُ صغيراً – في عمر أواسط أبناءه- فيغمرني بالترحاب، والتقدير، والاحترام، كما لو كنت صديقاً أو قريناً، لهذا الكبير الذي تتعلم منه الخُلق، كما تستمتع بجمال فنه.
عام 1939 وفي تريم، المدينة الخضراء في قلب وادي حضرموت، ولد أبو بكر سالم بلفقيه، لأسرة علميةٍ شغوفة بالأدب، متوشحة بالثقافة، متزينة بالعلم، تتصل بنسب إلى العترة المحمدية، ولم ينعم بحنان الأب، فتوفي والده وعمره بضعة أشهر. ولأن الطفل أبا بكر، كان أول الصبيان، فقد كان آخرهم كذلك.
نشأ الفتى يتيماً، في حضن أمه الحنون، التي توفرت على تربيته، وفي كنف الجد العالم الأديب: زين بلفقيه، وسبعة أعمام كرام، يحنو عليه الجميع، ولعذوبة صوت الطفل أبي بكر، كان جدّه يستدعيه، كلما زاره الزوار، لينشد الموشحات الدينية: لكنه ليس له ذريعة إلى هدى أو رتبة رفيعة إلا اتباع الدين والشريعة وقصد وجه الله ذي الجلال كانت تريم مدينةً رقيقة الحنايا، تكتظ بالمآذن، على نحو يندر أن يوجد في غيرها، فهي مركزٌ من مراكز العلم في الجزيرة العربية، عامرةٌ بالمساجد، والمعاهد، والزوايا، والكتاتيب، والمكتبات الوقفية والخاصة، ومجالس العلم والذكر، وفي أهلها وداعةٌ أصيلة، ولطفٌ فطري، ولهم نفوسٌ سليمة، وشمائل كريمة. في ذلك المحيط، عاش أبو بكر سالم، وفي «مدرسة الأخوة للتعليم الأساسي»، تلقى الفتى دراسته الأولية، وحفظ قدراً كبيراً من القرآن الكريم، وفي تلك المدينة ذات الثلاثمئة وستين مسجداً، كان الفتى يرفع الأذان أحياناً، ويصدح بتكبيرات العيد أحياناً أخرى.
منذ طفولته، حتى أدركه اليقين عن نحو ثمانين حولاً، كان أبو بكر يحب الشعر، يحفظه، ويتذوقه، وينظمه، ويترنم به، ويستشهد به، ويُحلل أبعاده، ويتفهم مراميه، ويغوص في أعماق بحاره. لكن، لم العجلة؟ لا يزال أبو بكر سالم، فتى، يدرج بين أزقة تريم، ويشارك، في مجالس الذكر، والترانيم والمدائح، والأناشيد الدينية.
بعد أن تخرج في معهد المعلمين، عمل أبو بكر معلماً، في مدرسة الأخوة، التي تتلمذ بها قليلاً… ولكن ابن حضرموت يَعُدُّ الأرض وطنه، فيسعى وراء رزقه، ولو بعد مرامه… يشعر بحرقة الفراق، ووداع الأحباب، ولكنه يَتَجَلَّد، ويمضي على بركة الله. لم يكن الفتى أبو بكر استثناءً، فقد انطلق، وهو مراهقٌ، من تريم، إلى الجارة الكبرى، السعودية، ليعمل بنجران، ثم بجدة لبعض الوقت، قبل أن يعود أدراجه إلى حضرموت، ليُعَلِّمَ بعدن، اللغة العربية، والدين، بمدرسةٍ هندية! بعدن، التقى أبو بكر، بوجوه الفن والغناء اليمني، وأَهَلَتهُ نباهته ليأخذ من كُلٍّ أحسن ما عنده.
كان داخل الفتى، كثيرٌ من قمح الفن، الذي ستحيله مجالسة الفنّانين، وتعلّم العزف، إلى دقيقٍ، ثم إلى أرغفةِ خُبزٍ ساخِنَةٍ شَهِيَّة!
في فترة وجيزة، كان الفتى يَكتَسِبُ جَديدَ المَعَارِفِ، بموهبته الفِطرِيَّةِ الطَاغِيَةِ، وذِهنُهُ المُتَقِد، وصدقِ رغبته في التعلم، وجِدِيّتِه في النَهلِ من كُلِّ شارِدَةٍ أو وَارِدَةٍ فيها مَظِنَةُ فائِدةٍ، فيَقطَعُ في ساعةٍ، مسيرة يقطعها الراكب الجَادُّ في أسبوع!
باتَ جَلِيَّاً، لدى الفنانين الذين تَعُجُ بهم عدن، أنهم أمام شابٍ، سيكون له شأنٌ وأيما شأن… فتىً فائقُ التهذيبِ، مُتَعَلِّقٌ بالأدبِ، رَقِيقُ الإِحسَاسِ، سريعُ التَعَلُّم، يكتَنِزُ خَزَّانَ مَوَاهِبٍ، وبَحر قُدُرَاتٍ فنية… يَسْمَعُ الّلَحنَ بقلبه فَيَعْقِلُهُ، وَيَستَوْعِبُهُ بروحِهِ فيُهَمهِمُهُ، ثم يُعِيدُه وكأنما نُسِجَ بخيوطٍ حريرٍ، تُذهِلُ السَامِعِين. إِنهُ الإِحساسُ الفَنِّيُ المُرهَفُ، مُلازِمُ الفتى منذ الولادة.
والفنان الحقيقيُ، أيها الكِرام، يُولَدُ فناناً. وصاحبنا لم يُولَدُ فَنَّانَاً وحسب، بل وُلِدَ عِملاقاً، بموهبةٍ باذخةٍ، وقدراتٍ فارهةٍ، ومعالم فارقةٍ، وقد مَنَحَهُ اللهُ صوتاً عُجاباً، يعدو كأطايب الجياد في مساحاتٍ واسعةٍ، يندُرُ أن يُدانِيهِ فيه إنسانٌ، فَشَاعَ بين النُقَّاد، أن أغاني أبي بكر، لا يمكن أن يتقنها غيره! فهي مثله، أصليةٌ أصيلةٌ فريدةٌ، ولا يقارن أصلٌ بفرع.
أَلَم تَرَ أَنَّ السَيفَ يَنقُصُ قَدرُهُ إِذا قِيلَ إِنَّ السَيفَ أَمضَى مِن العَصَا
تمكن الطموحُ من الفتى،، فقرر أن يصعد بموهبته، إلى أقصى ما يمكن. كان مُلهمه في بداياته، أنور أحمد قاسم، أحد مطربي الدان الحضرمي، وهو أستاذ بارع في فنه، إضافة لأساتذة آخرين لا يقلون عن أنور شأناً.
لكن أبا بكر يعرف ما يريد! كانت لدى أنور قدرةٌ على التجديد في اللحن يفتقدها الباقون، وكانت تلك النكهة التي يريدها الفتى أبو بكر.
في عام 1956، كان أبو بكر، بعدن وهو ابن 17 عاماً، يُقدِّمُ أغنيته الأولى، التي ألفها، ولحنها، وأدّاها: «يا ورد ما أحلى جمالك»، ويسجلها بالإذاعة. بعدها يلتقي أبو بكر سالم، برجلٍ مؤثر، سيشق معه طريقاً مختلفاً، وهو الشاعر والملحن الشهير: حسين المحضار، الرجل الأعجوبة، في شعره الرقيق، وإحساسه الفني الرفيع، الذي جعله ملحناً ذائع الصيت، رغم أنه لا يجيد استعمال أي آلة موسيقية. كان المحضار يكتب لأبي بكر، ويكتب لغيره أيضاً، لكن أبا بكر وحده هو من صعد بإمكانات المحضار إلى ذروتها، لأن المحضار سمح له أن يطوّر ألحانه، وأن يضيف إليها من إكسيره السحري، فشكلا ثنائياً متناغماً، متكاملاً، لم يوجد مثله: سر حبي فيك غامض سر حبي ما انكشف ايش اللي خلاني أعشق فيك والعشق تلف إيش أوقعني في أشباكك وانا عيني تشوف! لا تعذبني، وإلا، سرت وتركت المكان لك، إذا ما فيك معروف!
شهدت حفلات عدن الفنية، شاعراً ملحناً مغنياً، اسمه: أبو بكر سالم، له قدرات صوتية استثنائية، وكاريزما مسرحية طاغية، فالرجل، يؤدي أغانيه، بإحساس مرهف، وحضور مبهر، وأثر لا تخطئه العين، بلغة جسد مُميَزة، والتفاتات طريفة مبهجة، وانفعالات مؤثرة، وإن كان عبدالفتاح كيليو، يتحدث بكل اللغات، فأبو بكر يتغنى بكل اللهجات، وُيُطرِب بكل المقامات، ويطرق كل الموضوعات، ويتنقل بين الألحان القوية الخامة، إلى ألحانٍ رشيقة، من أعلى الطبقات إلى أدناها، بأداء عجيب، دفع به للتألق خارج المحلية. ظلّت إذاعة عدن، النافذة الوحيدة، للمطرب الشاب، قبل أن يستشري صوته في مختلف الإذاعات العربية، ثم يظهر التلفاز، فيصبح أبو بكر سالم، في طليعة الفنانين العرب، الذين ظهروا للجمهور بأسلوب «الفيديو كليب». وصار أبو بكر نجماً، كما ينبغي أن يكون!
«إمتى أنا اشوفك يا كامل وصوفك؟» أغنيةٌ سارت مسير الشمس، استنشقها الناس، كالنسيم العليل، وترنموا بها في محافلهم، ودندنوا بها في دواخلهم، ونال أبو بكر بعدها جائزةً دوليةً، من شركة إنتاج يونانية، إثر بيع أغنيته تلك أربعة ملايين نسخة. ولكن، كان ثمة شيء ما في داخله، يقول: «ليس بعد، هذه مجرد بداية».
كان أبو بكر سالم يمتلك ما لم يمتلكه من قبله أحد من فناني حضرموت! الرؤية المتجاوزة لحدود المتوارث المألوف… رأى في الأغنية اليمنية إمكانات هائلة على صعيد اللحن، والأداء، لكنها إمكانات مقيدة، بحدود مكبلة، بمحدودية آلات العزف، الأمر الذي قرر أبو بكر أن يتجاوزه! ولا سبيل إلى ذلك، إلا بأن ينطلق أبو أصيل، إلى مكان مختلف، يوجد فيه القادر على تجسيد رؤيته الفنية، التي ستوسّع أفق الأغنية اليمنية والخليجية، ولنقل الشرقية، كما يصفها الفنان عبدالله الرويشد، وتغيّر وجهها، وقلب حالها رأساً على عقب! يحطّ أبو بكر سالم، رحاله ببيروت، التي كانت، حينها، باريس العرب، وتسبقه سمعته الباذخة، فيحبها، وتحبه وتحتضنه، خمسة عشر عاماً، اتسع فيها أفقه الفني، واستطاع أيضاً أن يُدخل التقاطيع الفنية الحضرمية، في أجندات الموسيقيين اللبنانيين، وهو أمرٌ كان صعباً، لكن نتائجه كانت عجيبة.
وببيروت، تظهر واحدة من سمات النجم بلفقيه، سمة النفس الطيبة، التي لا تعرف الحسد، ولا تحمل الحقد، ولا تكره تقدم الآخرين وتفوقهم، فقد كان داعماً كبيراً للمواهب الغنائية، ماداً يده، للصاعدين من الفنانين، ينصحهم، ويوصيهم، ويتبناهم، ويرشدهم، ويسعدهم بالألحان والكلمات، والأغاني، والثناء، والمديح، في تواضع آسر، وروح معطاءة كريمة النفس، سخية العطاء. في عام 1975، اندلعت الحرب اللبنانية، فغادر أبو بكر بيروت مع عائلته، إلى جدة، ثم الرياض، ليمضي فيها بقية حياته، قرابة نصف قرن، غنّى فيها من أجل الوطن، وصارت أغنيته «يا بلادي واصلي» أيقونة فريدة، ضمن أروع الأغنيات الوطنية السعودية.
أذيعت الأغنية عام 1981، ومن المفارقات اللافتة أن كاتب الأغنية، ومُلحنها، هو مغنيها، أبو بكر سالم بلفقيه، ومن الغريب أيضاً أنه، سجلها وسلمها إلى التلفزيون السعودي، خلال أقل من 48 ساعة ليس أكثر، بل لقد بدأ كتابتها وتلحينها في الطائرة وهو متجه للقاهرة لتسجيلها، كما يقول ابنه أحمد. نال أبو بكر سالم، الكثير من التكريم، في بلدان عدة، كما حصل على جائزة «اليونسكو» باعتباره ثاني أقوى صوت في العالم.
ورغم أن تكريمه في السعودية كان متأخراً، إلا أنه كان مسك الختام، وأسعد فناننا الكبير في كهولته، وقبيل وفاته، رحمه الله. عام 2017 كان أبو بكر سالم، يعاني، من الكثير من الأزمات الصحية، التي باغتته، في أواخر عمره. في شيخوخته، أضناه المرض، وكان يُمضي أياماً بالقاهرة، بعد عمليات جراحية أجريت له بأوروبا. حين اتصل معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة آنذاك، بابن أبي بكر، أحمد، مرافق والده، وأخبره بأنه يريد أن يُكَرّم العملاق، في حضور الكثير من الفنانين السعوديين، ضمن احتفالات اليوم الوطني السعودي. وافق الرجل، وحملته طائرة خاصة، لجدة، وعلى كرسيه المدولب، أطلّ أبو بكر على جمهوره، للمرة الأخيرة، وبصوت مُجهد، صدح: «يا بلادي واصلي»، لكن ضعف صحته لم تسعفه، فأوقف الغناء معتذراً، ومن لا يَعذر العملاق، الذي يخطو نحو الثمانين، مُجهداً، مثقلاً بالآلام؟ كان صوته يقول: «واصلي»، وكان لسان حاله يقول: «إلى هنا وانتهينا… واعتبر ذا وداع».
ورغم ألم المرض، فقد كانت لفتة المستشار تركي آل الشيخ، الوفية، مصدر سعادة للفنان الكبير، وللجمهور الواسع، الذين ضجّوا بالتصفيق، عند صعود أبو أصيل للمسرح على الكرسي المتحرك، تعبيراً عن محبة ضخمة وعظيمة للفنان المحبوب.
في ديسمبر 2017، رحل أبو بكر سالم، عن عالمنا، تاركاً وراءه، إرثاً ضخماً، وذكرى نابضة، تدل على إنسان- فنان، يندر أن يتكرر… وبعد الرحيل، واصل المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، وفاءه الجميل، فرعى في 2019 حفلاً كبيراً في الرياض، نظمته (روتانا)، تكريما للفنان الاستثنائي، في ليلة عنوانها: «ليلة في حب أبي أصيل»، شارك فيها 14 فناناً، غنّى كل منهم أغنية لأبي بكر سالم، غير أن المفاجأة التي فجرت المسرح تصفيقاً وهتافاً، هو ظهور أبو أصيل الراحل، الباقي، على المسرح، من خلال تقنية الهيلوغرام، شادياً برائعته (ما علينا)، فتجددت الأصالة والمحبة والجمال والوفاء.
وما أصدق قول علي بن الجهم:
وَجَرَّبنا وَجَرَّبَ أَوَّلونا فَلا شَيءٌ أَعَزُّ مِنَ الوَفاءِ
السيرة الذاتية
الاسم: أبو بكر سالم بن زين بن سالم بلفقيه. تاريخ ومكان الميلاد: 17 مارس 1939. تريم، حضرموت. تاريخ ومكان الوفاة: 10 ديسمبر 2017. الرياض، السعودية. العمر: 78 عاماً. الأبناء: أربعة أولاد وبنتان: أصيل، وأحمد، وأديب، وأليف… وأنغام، وألحان. الزوجة: نورة العطاس (أم أصيل).
التخصص: الشعر والغناء والموسيقى. كتابة الأغاني، الغناء، التلحين. البداية المهنية: بدأ حياته العملية معلماً للغة العربية مدة ثلاث سنوات، ثم تفرغ بعدها للفن. البداية الفنية: 1956م. المحطات الفنية: كانت البدايات الفنية ما بين عدن وبيروت وجدة، التي انتقل إليها عام 1964، واستقر بالسعودية، فأصبح مواطناً سعودياً، ومن المملكة انطلق بفنه إلى أرجاء العالم العربي. العمر الفني: 61 عاماً. الأعمال الفنية: ما يزيد على 100 أغنية.
جوائز وتكريم:
– وسام الكفاءة من الدرجة الأولى، من مملكة البحرين، سلمه له الملك حمد بن عيسى آل خليفة. 2004.
– جائزة اليونسكو لأقوى الأصوات، الثاني على مستوى العالم 1978.
– عضو في جمعية المؤلفين والملحنين بباريس (SACEM)، وهي تعنى بحماية حقوق الأعضاء والفنانين في مجال الموسيقى والتأليف، وتأسست عام 1850.
– وسام الفنون من الدرجة الأولى، من الجمهورية اليمنية، سلمه له الرئيس السابق علي عبدالله صالح. 1989.
– جائزة (أوسكار) الأغنية العربية، جمهورية مصر العربية. 2002.
– تكريم من جامعة الدول العربية، ضمن الرواد العرب، ولُقِّب ب«فنان القرن». 2002.
– الدكتوراه الفخرية في الأدب والفنون، جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، الجمهورية اليمنية. 2003.
– تكريم خاص في احتفالية اليوم الوطني السعودي ال87، برعاية المستشار تركي آل الشيخ. جدة، السعودية. 2017.
* السفير السعودي لدى الإمارات.
جريدة الاتحاد