لطالما سمعت عن آدم المنّاعي أحد أهم الرواة الثقات في الإمارات، ممن يحفظون الشعر والأنساب، رجل من ذلك الزمن الجميل، تميز بالنجابة والكرم، له مجلس عامر في منطقة شمل في رأس الخيمة، حيث يسكن هناك هو والمنانعة منذ زمن، والمنانعة جمع لمفرد منّاعي، وهم من آهالي الشارقة أصلاً، ثم انتقل بعضهم إلى رأس الخيمة، ومنهم من انتقل إلى إمارة دبي.
أما مضيفنا فهو آدم بن أحمد بن إبراهيم بن علي المنّاعي التميمي، وآل المنّاعي أسرة عربية كريمة تنتمي لبني تميم التي سكنت في حوطة بني تميم في نجد، أما آدم فهو رجل لطيف كريم حَسن المعشر، جميل العبارة، غزير الثقافة، متسلسل المعلومة، يخبرك عن الأحداث فيذكر البشر والشجر والحجر، ويخبرك عن شهود العيان في تلك الحادثة ممن عاصرهم ويخبرك عن الأحداث التي تزامنت مع تلك الحادثة.
قلت له: اتصلت بك مراراً وتكراراً علّني أحظى بلقاء معك لأسألك عن ذكرياتك من ذلك الزمان الأول، لكنك في كل مرة أتصل بك تليفونياً لا ألقى منك ترحيباً.
قال لي: اسمع يا بني رفع القلم عن ثلاثة وأنا منهم، ثم ضحك.
بالطبع أعذره فمجلسه تؤُمه الناس من كل مكان، من رأس الخيمة ومن داخل الإمارات ومن دول الخليج العربي، وعندما يكون مع الناس في مجلسه فهو يريد أن يكون مضيفاً مجيباً لجميع الأسئلة والطلبات، مثمناً ما يجب أن يقوم به من واجب الضيافة والترحيب، لذلك فهو يوجّب الحاضر، أما من هو على الهاتف فبإمكانه أن يأتي المجلس ليتلقى أجمل ترحيب وأجمل ضيافة.
حضرنا مجلسه في زيارة صباحية حسب طلبه، واستقبلنا كما يجب وزيادة، وكانت المائدة تزخر بـ(ريوق) إماراتي جميل علاوة على الشاي والقهوة والرُطب، تحدثنا عن أشياء كثيرة أهمها: الشعر والشعراء، بدأنا من الشعراء المنانعة، وهم إبراهيم بن علي المناعي، وحسين بن إبراهيم المناعي، وعلي بن إبراهيم المناعي ووالده الشيخ أحمد بن إبراهيم بن علي المناعي القاضي والنسّابة، والذي كانت له سجالات مع شعراء زمانه في الخليج، ومنهم: الشاعر سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الدوسري، الذي أورد قصيدة للشيخ أحمد بن إبراهيم المناعي في ديوانه المُعنون: (ثمرة الزهور الفكرية من البحور الشعرية).
صحيفة الرؤية