طالب الباحث الإماراتي في التراث والآثار ناصر العبودي بإنشاء مركز للدراسات والبحوث الأثرية في الدولة، لأن كثيراً من المكتشفات الأثرية تحتاج إلى متخصصين على مستوى عالٍ، من حملة الماجستير والدكتوراه لفك رموزها.
جاء ذلك في جلسة افتراضية عبر تطبيق «زووم»، مساء يوم الأحد 10 يناير 2021 ، بمركز جمال بن حويرب، للدراسات بدبي وأداراها الباحث جمال بن حويرب، حيث تحدث العبودي عن «مدن تاريخية اكتشفتها التنقيبات الأثرية في الإمارات». قائلاً: لا شك أنه ليس جميع المواقع المكتشفة، تعد مدناً بالمفهوم الذي نعرفه، ولكنها بالنسبة إلى عهودها التي تكونت فيها، تعد مدناً صغيرة، أو قرى. وتحكي الآثار الموجودة في الإمارات قصص مدن وحضارات تعود إلى حقب تاريخية عدة، منها يمتد تاريخها من عام 3000 قبل الميلاد إلى فترة الجاهلية المتأخرة قبل ظهور الإسلام، ومنها يرجع تاريخها لـ300 عام مضت. فقد دلت الاكتشافات الأثرية في أبوظبي على وجود حضارة عريقة تعود إلى الفترة من 2000 إلى 2500 قبل الميلاد، عُرفت عالمياً باسم حضارة أم النار.
وفي جزيرة «مروح» اكتشفت هياكل عظمية أثبتت الأبحاث والاختبارات أنها تعود لأفراد ينتمون لشعب استوطن أبوظبي منذ ما يزيد على 7500 سنة، إنها حكاية من مجموعة حكايات تاريخية تختلف باختلاف الزمان والمكان، ويبقى ما يجمعها جغرافية الإمارات، هذه الجغرافية التي تحتضن آثار مدينة العين التي تتميز بثراء معالمها التاريخية، التي تنتمي للعصر الحجري والعصر البرونزي والعصر الحديدي والعصر الهيليني، وعصر الجاهلية، وما بعد ظهور الإسلام. وتدل المواقع الأخرى من الدولة على التنوع الحضاري الذي رسم وجوده على أرض الإمارات، مثل «ساروق الحديد» في دبي، وكذلك موقع كنيسة ودير جزيرة «صير بني ياس»، وهو أول موقع مسيحي يتم اكتشافه في الإمارات.
وأكد العبودي أن اكتشاف هذه المدن يؤكد أن هذه المنطقة متأثرة وبصورة كبيرة مع حضارات الشرق الأدنى القديم للمنطقة المحصورة للخليج العربي ووادي الرافدين وبلاد فارس ومناطق شبه القارة الهندية وبكتيريا (أفغانستان) حتى المناطق الشمالية من الخليج، ما يدل على الاتصالات القديمة مع هذه المناطق البعيدة، قياساً بالزمن السابق.