ميسون في هذا الكتاب حوّلت الصور والوثائق والتاريخ إلى عمل فني متكامل يصوّب أعيننا على مصر العصور القديمة، منذ الفترة الرومانية، مروراً بالقاهرة الخديوية، انتهاء إلى القاهرة الحديثة:.. الأسوار، الأبواب، الشوارع، الميادين، المعمار، التماثيل، وسط البلد، العمارات ذات البناء الكلاسيكي الراسخ في الذاكرة والمكان، وكل هذه التفاصيل، مرة ثانية مشدودة إلى ما يمكن أن يُسّمى «المشيمة المكانية» أي المقهى، وتحديداً، مقهى ريش.. المكان الاجتماعي والثقافي والسياسي الأشهر في القاهرة، بل، وامتدت هذه الشهرة ذات المحمول الثقافي إلى أرجاء الوطن العربي، وكتّابه، وسيكون «ريش» مكاناً جاذباً للشعراء والرسّامين والروائيين أكثر من غيرهم من أدباء مصر والعرب، وسيكون أيضاً ملهماً لهم في كتابة أدبية مكانية مرتبطة بالذاكرة، والتاريخ.
تخبرنا ميسون في كتابها الاستعادي الاستقصائي أن «ريش» أنشئ في نهايات القرن التاسع عشر على أنقاض قصر يعود تاريخه إلى عام 1836، وعلى الرغم من أن القاهرة مدينة مقاهٍ بامتياز، تجذب المصريين كونها تحمل روح الحارة والشارع المصري ببساطته وتلقائيته مثل مقهى الفيشاوي، قشتمر، البوستة، أبو شنب فضة، نوبار، التجارة، الكتب خانة، العالية، اللواء، سي عبده.. وغيرها من مقاه معروفة في القاهرة إلاّ أن الصدارة في الحضور الثقافي تحديداً هي دائماً لمقهى ريش الذي حافظ على شخصيته التراثية إلى اليوم، وإن طرأ عليه بعض التجديد من وقت إلى آخر.
كتاب ميسون صقر القاسمي يفتح أعيننا وقلوبنا أيضاً على مصر.. أم الدنيا المحروسة دائماً بعيون القلب.
ميسون القاسمي تفتح عيوننا وقلوبنا على مصر – بقلم يوسف أبو لوز
جريدة الخليج