المركز لا يتميز بمعماريته المتفردة فقط، بل هو متحف فريد يشغل في طوابقه الثلاثة العليا، مجموعة من أهم الأعمال الفنية، لأشهر الفنانين التي تمثل المدارس الفنية التشكيلية المختلفة في القرن العشرين وما يليه، إضافة إلى قاعات متخصصة تُعرض فيها أعمال فنان معين، أو معرض يمثل ثقافة وفنون دولة ما، تخصص لها مواسم تركز على ذلك.
المركز يقدم كذلك خدمات أخرى كثيرة، حيث يحتوي على مكتبة كبرى تضم أكثر من مليون كتاب ووثيقة وميكروفيلم، ومعامل مجانية لتعليم معظم اللغات، ومكتبة وثائق سمعية بصرية، ويحتوي المركز كذلك على معهد بحثي متخصص في التوافق الصوتي الموسيقي، ومركز الإبداع الصناعي، وقاعتين للسينما وعدة قاعات للعروض الأخرى المختلفة، وتقع أمام المركز ساحة ضخمة، تعتبر ملتقى ضخماً للفنانين والموسيقيين.
كانت الفكرة تتمحور حول إقامة شيء قريب الشبه من تجربة ذلك المركز في دبي، المدينة الأكثر والأسرع تطوراً في العالم، وإقامة متحف للفنون التشكيلية، يضم إبداعات أبناء الإمارات في كافة مشارب التشكيل المختلفة والحروفيات، وتوفير صالات متخصصة للعروض التشكيلية الفنية، وإيجاد مركز متخصص للفن في الدولة، الفكرة كانت وبلا شك تستحق عناء الدراسة، وتستحق عناء التنفيذ، بعض الظروف الاقتصادية آنذاك لم تسمح بتنفيذ تلك الفكرة.
أنا اليوم أجدد الفكرة، فدبي الرائدة في شتى المجالات والتي أصبحت أحدى أهم مناطق الجذب الثقافي الفني في المنطقة، تستحق أن يكون بها متحف ضخم للفنون التشكيلية، بل مركز متخصص يكون معلماً للفنون ومتحفاً للفن الإماراتي، ومركزاً للعروض الفنية، وللدراسات والتوثيق للفن في المنطقة.
إن التطور الفني للتشكيل في الدولة، يدعم مثل هذه الفكرة، والمكانة التي حققها التشكيليون في الإمارات عالمياً وإقليمياً وعربياً، يشجع على تحقيق مثل هذه الفكرة التي ستكون حين تنفيذها، مصدر الإشعاع للفن في الدولة والمنطقة العربية والعالم.
دبي بحد ذاتها إبداع فني لا ينتهي، وتستحق أن تكون منارة للفن بكل أشكاله.
مركز ومتحف دبي للفنون