أعلنت الدولة المبادئ الأساسية لانطلاقتها خلال الخمسين عاماً المقبلة، في إطلاقها المبادئ العشرة لذلك، هذه المبادئ التي تمثل منتهى طموح أبناء الإمارات المتطلعين إلى أن تكون الإمارات في صدارة الدول، إذ تغطي جوانب عدة، لبناء وطن يليق بأبنائه، ويترجم آمال القادة المؤسسين، لينافس في صنع الحضارة الإنسانية، فهي تركز على إنسان الإمارات. وإذا كانت الحزمة الأولى التي أعلنت قد طرحت ثلاثة عشر مشروعاً تدعم الجانب الاقتصادي لتحقق للإمارات هوية عالمية، وتبني استراتيجية تنافسية.
فإن مجموع المبادئ يتلخص في ما جاء على لسان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في قوله (مصلحتنا العليا والوحيدة والرئيسة توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد…) وقد تضمنت وثيقة المبادئ ذلك في المبدأ الأول الذي ينص على (أن الأولوية الرئيسة الكبرى ستبقى تقوية الاتحاد من مؤسسات وتشريعات وصلاحيات وميزانيات. وتطوير مناطق الدولة كافة عمرانياً وتنموياً واقتصادياً هو الطريق الأسرع فعالية في ترسيخ الاتحاد).
وكما جاء في حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله عن المبادئ (أولويتنا هي تنمية بلادنا، وغايتنا شعب الاتحاد، الإمارات وجهة واحدة، اقتصاد واحد، وعلم واحد، ورئيس واحد، وسيعمل الجميع كفريق في الخمسين المقبلة)، وهذا مطلب شعبي يعد تحقيقه أمراً يعزز الولاء، ويعزز الشعور لدى الجميع بأن مناطق الدولة تتساوى في الحقوق والامتيازات، ما يؤكد الولاء والانتماء.
وقد جاء في حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: (المبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الخمسين مرجع لجميع مؤسساتها). ما يؤكد مشاركة جميع إمارات الدولة ومؤسساتها في تنفيذها وجاء المبدأ الرابع مركزاً على العنصر البشري إذ ينص على أن (المحرك الرئيس المستقبلي للنمو هو رأس المال البشري. تطوير التعليم، استقطاب المواهب، الحفاظ على أصحاب التخصصات، والبناء المستمر للمهارات، هو الرهان للحفاظ على تفوق الدولة) ما يؤكد أن المبادئ تغطي قطاعات مختلفة التعليم، والصحة، والتنمية الاجتماعية، والثقافة، والشباب والرياضة، والإسكان، والأمن الغذائي، والعلوم والتكنولوجيا، وغير ذلك من متطلبات الحياة الكريمة.
ولذا نأمل أن تقر حزم من المشاريع الجديدة، تترجم هذه التوجهات فنحن بحاجة إلى نظام تعليمي إبداعي يساهم في بناء شخصية الطالب، ويكسبه المعارف اللازمة في هذه المرحلة، ويرفد الساحة بالخريجين الذين بإمكانهم القيام بمتطلبات هذه المبادئ.
ونظام صحي متميز يحافظ على صحة المجتمع بكفاءة، ويقضي على الأمراض المزمنة والمستعصية.
وبرامج خلاقة في مجالات الثقافة تطور العمل الثقافي، وتنمي الإبداع الإماراتي، وبرامج للشباب تنمي معارفهم وقدراتهم، وتفجر طاقاتهم، وتطور مهاراتهم، وتجعلهم في استعداد تام للمنافسة في جميع المجالات.
كما أن التنمية الاجتماعية قوامها المواطن المؤهل علمياً وفكرياً، والمطمئن على مستقبله ومستقبل أسرته، والمستقر وظيفياً، والضامن لفرصة المنافسة في بيئة عمل جاذبة، والإقامة في المسكن الملائم، والعيش في أمان وسلام. هذه المتطلبات أعتقد أنها لن تغيب عن صانع القرار، وعسى أن تتضمنها المشاريع القادمة.
جريدة البيان