منذ أن أعلن فوز مدينة دبي باستضافة دورة إكسبو 2020 والإمارات تعيش بهجة هذا الحدث العالمي الكبير، ويتابع المجتمع متى تحين هذه الساعة حكومة وشعباً مواطنين ومقيمين، ولقد استعدت الحكومة استعداداً كبيراً لهذا الحدث ووعدت أن تقدم دورة فريدة ومتميزة، والإمارات متى قالت أوفت، دافعها في ذلك رصيدها الحضاري المشهود والذي أهلها للفوز باستضافة الحدث، ولقد راهن المسؤولون على قدرتهم على الوفاء بما قطعوه على أنفسهم. ولقد واجهوا كل التحديات من البنية التحتية وكسب قناعات الدول للمشاركة وكانوا على قدر المسؤولية.
الإمارات استعدت لساعة الصفر والانطلاق بشكل مبهر ومقنع، لتقدم للعالم نموذجاً مما وصلت إليه من منجز حضاري، ولتقول للعالم إن الخمسين سنة الماضية تحقق فيها الكثير مما عجزت عنه دول ذات حضارات بفضل التعاون والتناغم بين القيادة والشعب والأفراد والمؤسسات.
تأهبت الإمارات ولم يبقَ إلا حلول اليوم الذي تنطلق فيه هذه التظاهرة، ليصاب العالم من أقصاه إلى أقصاه غرباً وشرقاً، شمالاً وجنوباً بهذه الجائحة، وهذه المصيبة الوبائية التي اجتاحت الجميع، وحصدت الأرواح وأصابت البشرية بالذهول والهلع.
ولم تعد البشرية قادرة على استيعاب ما يحدث، احتار الساسة والعلماء في التفسير والتحليل والعلاج، وتبع ذلك التفكير في إمكانية تحديد الوقت المناسب لممارسة الحياة الطبيعية.. وها هي بعض الدول تنادي بتأجيل جميع الفعاليات والتظاهرات الكبرى والصغرى ويطال ذلك إكسبو 2020.
ولما كانت الإمارات قد أخذت استعداداتها لتحقيق حلم الإنجاز العظيم في دورة مبهرة وغير تقليدية، تواكب المنجزات العالمية، لا بد لها من أن تستجيب لمطالبات الدول نزولاً عند رغابتها واحتراماً للأرواح التي راحت نتيجة لجائحة كورونا، وإلى أن يتجاوز العالم محنته تبقى الاستعدادات قائمة إلى أن يحين موعد اللقاء في ظروف أكثر ملاءمة للجميع.
جريدة البيان