يوم السبت الماضي، كان يوماً موسيقياً بامتياز؛ إذ قدمت فرقة الإمارات الموسيقية المنبثقة من وزارة الثقافة والشباب، حفلها الأول على مسرح المركز الإبداعي بإمارة عجمان، والذي كان مميزاً بشكل لافت، وحضره جمهور غفير، قدمت فيه الفرقة في افتتاحية الحفل وصلات موسيقية كانت عبارة عن رحلة نغم من مقتطفات غنائية خليجية أدتها مجموعة الكورال، ثم توالت الأغنيات التي تمثل جزءاً من التراث الغنائي الإماراتي وبأداء أصوات شجية عذبة أطربت الحضور، أداء الفرقة كان محل إعجاب جميع الحضور.
المهم في هذا الحفل الإماراتي المميز هو الإحساس بأن بوصلة نشاط وفعاليات وزارة الثقافة والشباب، قد أخذت بالتوجه للداخل المحلي الوطني، وهو ما يثلج الصدر ويدعونا إلى الإشادة بهذه الخطوة التي جاءت كبيرة ومميزة وتؤسس وتبشر لقادم أجمل من الوزارة، بإذن الله.
ولابد هنا من ذكر الشخصية الموسيقية المبدعة التي وقفت على أمر الفرقة وإدارة شؤونها والإشراف العام عليها بحرفية عالية لا ترضى إلا بتقديم المتميز عملاً وفعلاً، وتتحلى بالطاقة الإيجابية التي تزيل العثرات بروية وعقلانية، وتعمل بصمت شديد، لتقدم في النهاية منجزاً كبيراً من كل النواحي، إنه الفنان الخلوق عيد الفرج، الموسيقي الرائد الذي قدم الكثير للساحة الفنية الموسيقية، سواء كانت مقطوعات موسيقية أو ألحاناً أو أغنيات شدا بصوته العذب بها، أو مبادرات تأسيسية ما زالت في الذاكرة قدمها للموسيقى في الدولة والساحة الخليجية، وكانت حجر أساس مهماً في تطور الساحة الموسيقية والفن في الإمارات.
نتطلع أن تكون هذه الفرقة وما قدمته في باكورة عطائها بداية خير وبشارة لعطاءات قادمة في كل الحقول الفنية والإبداعية في الدولة، تطال الفنون التشكيلية بكل أشكالها والإبداع الشعري والقصصي والروائي والتكنولوجي وغيرها من الحقول والآداب، بقيادة الجهة الرئيسية في الدولة وهي وزارة الثقافة والشباب التي نعول كثيراً عليها في تحريك الراكد من المياه، وضخ ما تحتاج إليه، لتكون في صدارة المشهد الثقافي والإبداعي ليس على مستوى الخليج والوطن العربي؛ بل على المستوى العالمي، وهي بلا شك قادرة على ذلك بما تملكه من إمكانيات وكوادر ورؤية منطلقة من رؤية الدولة المستقبلية التي تنشد التميز وفي كل الحقول.
البداية مبشرة جداً وتمثل طموحاً عالياً سواء للوزارة بشكل عام وللفرقة ذاتها بشكل خاص، وتمثل لنا نحن في الساحة الإبداعية في الدولة، خطوة مميزة تثلج الصدر وتدعو إلى الإعجاب وتجعلنا نرفع الطموح مستبشرين بعطاء أكثر وأكثر تميزاً وتنوعاً.
شكراً وزارة الثقافة والشباب، شكراً فرقة الإمارات الموسيقية فرداً فرداً، ونحن في انتظار المزيد.
ودعونا نتفاءل.
فرقة الإمارات الموسيقية – بقلم إبراهيم الهاشمي
جريدة الخليج
العويس الثقافية ، اصدارات العويس