قبل الأوان وقبل أن يدرك الوقت يستشعر المحب والوفي للمسرح أن الوقت قد يمضي سريعاً، وأن التخطيط السليم هو أن تسبق الزمن وأن يكون استعدادك حاضراً وواضحاً، وهذا لم يأت من فراغ وإنما من تجارب وعمل طويل في مجال المسرح والنشاط المسرحي.
ثم إن التغيرات الكبيرة والرؤى الجديدة التي يحاول مسؤولون الآن السير عليها وخاصة في مجالات العمل والإنتاج، وتغيير الاشتغال على البيئة والعمل والإنتاج، بحيث يتحول كثير من المشاريع المهمة إلى صور جديدة من بيئات إنتاجية واجتماعية لها مردودات مهمة على القوى المنتجة والعاملة وصنع بيئات صغيرة لها أنشطة تتعلق بطبيعة عملها وإنتاجها، أي بحيث تتحول فئة الإنتاج الزراعي مثلاً إلى قطاع له مردود مادي ومعنوي، ويكون مجتمع له قوته وإنتاجه وللمزارع وصاحب العمل وحدات مجتمعية منتجة على مستوى هذا القطاع والأنشطة الاجتماعية التي يمارسها، بحيث يركز على قوى عمله ونشاط أفراده في محاولة أن تتحول إلى الكثير من الأراضي والعاملين فيها إلى قوى اجتماعية مهمة في المجتمع، وأن يكون لها فعل واضح في وحدات الإنتاج، وقد تتحول إلى وحدات وروابط صغيرة أو كبيرة تسهم في الأنشطة الاجتماعية، وتنهض بالعمل الزراعي والإنتاجي، بحيث ينعكس عملها على السوق وتنوع المنتوج الزراعي، وغيره من حرف مرتبطة بهذا العمل الجديد والمستقبلي.
وهذا أيضاً يشابه الإنتاج الصناعي والبترولي، وما يرتبط به من قوى للإنتاج وصنع بيئة صناعية متطورة في البلد، وتنهض بالعمل الفني والإنتاجي وصناعة الإلكترونيات وتنشئة أجيال جديدة صناعية وفنية، وربما تطور الأمر إلى صناعات كبيرة أو خفيفة تأخذ البلد إلى أن تكون مهمة في مجالين مهمين هما أمل الجميع، قوة في الإنتاج الزراعي وقوة في الإنتاج الصناعي.
أي أن الطرق على الرؤيا المستقبلية في بلدان مثل الإمارات هو التفكير السليم في ظل عالم يسرع نحو المستقبل الصناعي أو التفكير الاستباقي في كل شيء حتى على المستوى الثقافي والفني.
لو تأملنا ماذا أحدثت الأفكار النيرة والجميلة والمتجاوزة والسباقة لكل دول المنطقة وربما الشرق، لوجدنا أن الأفكار الثقافية والفنية وتبني العمل المهم والخالد من جامعات إلى مكتبات إلى متاحف ومعاهد ودور للثقافة والفن والمسرح ومعارض للكتب، والتي بدأ بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وكيف أصبحت الشارقة والإمارات رائدة على المستوى الثقافي والفني، إنها واحدة من الأفكار الاستباقية في المجال الثقافي، والآن يتعاظم الاهتمام بالإنتاج الصناعي والإنتاج الزراعي، وتوسيع رقعة هذا القطاع المهم ودعم الزراعة والمزارع والإنتاج الحيواني كذلك وأصحابه ورعايته، إنه مستقبل البلد إلى الجانب الإلكتروني والبحوث العلمية والفضائية.
وعندما تبادر إدارة المسرح بالشارقة أو إدارة الثقافة بأن تكون سباقة في طرح برامجها، وتناقش ما تنوي القيام به من عمل ثقافي ومسرحي وفني، وتحث وتشجع على البدء المبكر وتطوير هذه الأنشطة الثقافية والفنية والاستعداد لها بأعمال جيدة ومهمة، فإنها تسير أيضاً وفق الرؤى والرؤيا في النهوض بكل شيء ثقافي أو إنساني أو إنتاجي. وما نلاحظه الآن أن الإمارات تطرح الجديد في مجالات مهمة، وتقدم نماذجاً في مفهوم الإنتاج الصناعي والإلكتروني، والتأكيد على فكرة التقدم في الزراعة والاكتفاء الإنتاجي في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى الصناعة البتروكيماوية، هذا الفكر هو المهم والذي يصنع بلداً متطوراً ومتقدماً.
الأفكار الجميلة والجريئة هي الأمان والسلام وجميل أن يوجد على كل المستويات المسؤول الواعي والمحب لبلده وعمله، في إدارة المسرح التي تحضر للنشاط المسرحي، أن من يقود الفريق رجل ضعهُ على يمينك واطمئن للعمل المسؤول عنه، إنه الصديق المسرحي الفنان أحمد أبو رحيمة. الله يوفق ونشاهد أعمالاً مسرحية مهمة في هذا الموسم المسرحي.
جريدة الخليج
العويس الثقافية