طالب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بإجراء انتخابات مبكرة لاختيار أعضاء مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بإشراف وتنظيم وزارة تنمية المجتمع. وناشد أبناءه وبناته المواطنين الحفاظ على سلامتهم والتقيد بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، مؤكداً سموه أننا سنسعد جميعاً بإذن الله بزوال أزمة «كوفيد-19»، وسنعود لمصافحة أحبتنا بالأيدي وبالأحضان.
ورداً على ما أثير من تساؤلات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عما يحدث في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»، الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مع الإعلامي محمد خلف المدير العام لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: بالنسبة لما حدث في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بعد وفاة الأديب الراحل حبيب الصايغ، الرئيس السابق للاتحاد والأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، حدثت انتخابات، وكانت الأخت الهنوف محمد رئيساً بالإنابة، بعد ذلك تقريباً حدثت انتخابات.
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: على الرغم من أن دولة الإمارات نشأت في بداية السبعينات، إلا أنها استطاعت أن ترتقي إلى مصاف الدول التي لها باع في كثير من الأمور، وذلك بفضل الله تعالى والعقول المفكرة التي حباها الله بها، ومن ضمن التطور الذي حدث في الإمارات وهي دولة ناشئة، أنها كونت نفسها بنفسها بالرغم من خبرتها المتواضعة في الإدارة والنظم.
سلطان: الإمارات كوّنت نفسها بنفسها
واستطرد سموه حديثه قائلاً: نلاحظ من ضمن هذا الرقي الذي بدأ في تلك الفترة، تكوين الجمعيات ذات النفع العام، بالإضافة إلى الدعم من الدولة، ولكن كان بين هذه المضرة التي أضرت الدولة، وبحمد الله اختفت تماماً، ولكن الجمعيات الباقية شاخت، ولابد من إعادة الحياة لها مرة أخرى، ونحن نهيب بوزارة تنمية المجتمع أن تخطو خطوة ترتقي بهذه الجمعيات، وتنشطها للنفع العام، وليس للنفع الخاص، بمعنى أن يكون النفع للدولة، لأن التكوين اتحادي وليس إقليمياً.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، أنه من بين هذه الجمعيات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وقال: من ضمن هذه الجمعيات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث بدأ بقوة والكل ساهم في إنشائه وتطويره، ولكن بدأت الأمور فيه تشيخ مثلما أصاب الجمعيات الأخرى، وبإمكان من ينظر إلى الأمر أن يلاحظ، مع العلم أنني من الذين يلاحظون ويتدخلون في بعض الأحيان، فكنت أراقب عن بُعد وكان ذلك يقلقني، ولكنني بدأت أتدخل كصديق وليس بصفة الآمر الناهي، لأن هذا الكيان لا يصلح فيه الأمر والنهي، ولذلك لم نوفق.
وتابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: إذا نظرنا لهذه الجمعية نظرة ثاقبة فسنراها مثلما تراها الأمم الأخرى، لأن الأمم تقاس بمبدعيها وبإنتاجها الفكري والثقافي، ولذلك لابد لنا نحن كمثقفين وأدباء وكتاب أن نقوم بواجبنا ليس من أجل المنطقة أو الإقليم وإنما من أجل الوطن، ففي الآونة الأخيرة نلاحظ أن الكثيرين بدأوا يجتهدون، بسبب حدوث خلافات وشقاق وإبعاد عدد كبير عن العضوية، وإبعاد بعضهم عن القيام ببذل الجهد.
وأضاف سموه: «عندما كنت في أحد المعارض خارج الدولة قابلت أحد الكتاب وله حوالي 100 إصدار، فسألته أين أنت؟ فأجاب: أنا مُبعد، فنحن نريد استعادة كل هذه العقول النيّرة، ونعلم من الذي ابتعد ومن الذي تقاعس ومن أُبعِد، ونفتح لهم الحضن الدافئ الذي يجمعهم ويوفر لهم الاهتمام والرعاية، لأن الذين نتعامل معهم هؤلاء مرهفو الحس، ولابد من رعايتهم بصورة خاصة».
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن الاتحاد فقد الكثير من قاماته الكبيرة، قائلاً: أسماء مهمة ابتعدت عن الاتحاد، وعزف عدد غير قليل من الكتاب عن المساهمة بإنتاجهم في مطبوعات الاتحاد، فهذا الاتحاد يتم تكوين مجلسه بالانتخاب من الجمعية العمومية عن طريق المراقبة من قبل وزارة تنمية المجتمع، وبعد أن توفي الرئيس السابق الأديب الراحل حبيب الصايغ رحمه الله، وجدنا أنفسنا أمام مكانين فارغين، أحدهما محلي والآخر عربي، لأنه رحمه الله كان رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، فأنا بصفة شخصية سعيت بسرعة كي لا تفلت الأمور، ووقفنا موقفاً حازماً وجيداً، وتم انتخاب الدكتور علاء عبد الهادي، وهو من الكتاب والأدباء المعروفين لدينا، وتم اختيار النائب بعد ذلك.
اتصالات وجهود
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة قائلاً: ولعلاج الأمر المحلي اتصلت بنورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وطلبت أسماء جميع الكتاب والأدباء، وعملنا واجتهدنا وانغمسنا في كثير من الأوراق والمعلومات، وفوجئنا بهذا الخلل الذي حدث، فاتصلت بحصة بنت عيسى بو حميد، وزيرة تنمية المجتمع، وقلت لها هذا خطأ وهذا تحت إدارتكم، فتساءلت كيف نتصرف؟ فأجبتها ألغي الإدارة القائمة، ولابد أن تُستدعى الجمعية العمومية وتجرى انتخابات إدارة جديدة لهذا الاتحاد، ثم أصدرت الوزارة بعد ذلك قراراً بأن هذا الإجراء خاطئ ويجب العودة للوضع كما كان عليه.
مسؤولية الوزارة
وعن تشكيل مجلس الاتحاد، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «الآن أنا لكي أتصرف لا يجب أن أتصرف كسلطان بن محمد القاسمي، فأنا عضو، وإنما يجب أن تدعو وزارة تنمية المجتمع إلى ذلك، كونها هي المنظمة لهذه العملية ولست أنا، وإنما أنا أضع نفسي في خدمة هذا الاتحاد وأطالب بإجراء انتخابات مبكرة لاختيار أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، وأن نجتمع كلنا، وأنا على استعداد أن أقتطع من وقتي حتى أصلح هذا الأمر، ونضع الاتحاد على الطريق الصحيح اللائق بهذه النخبة من الكتّاب والأدباء الذين نفاخر بهم، ونضعهم في مكانتهم اللائقة في قلب المجتمع وليس على هامشه».
دعوة راقية
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة: أنا أدعو جميع الكتاب والأدباء الذين كانوا مسجلين سابقاً، ولم ينالوا التسجيل في الآونة الأخيرة، إلى اجتماع مفتوح، ونجلس جميعنا سوياً، نناقش أولاً اللوائح الداخلية، لأن بها بعض الخلل، كما أننا نود أن نلفت نظر كل كاتب وأديب إلى أن اسمه ووجوده معنا يكفينا، فنحن نريد أن نضع اسمه ونفاخر به، ولذلك أنا من هذا المنطلق أدعو جميع الكتاب والأدباء، والشباب الذين نأمل فيهم الخير من الذين برزوا في الآونة الأخيرة أن يشتركوا جميعاً، حيث سنوجه إلى كل شخص منهم رسالة دعوة لحضور الاجتماع تحت إشراف الوزارة.
ونحن نتواصل مع الكتاب والأدباء ذوي النفوس النظيفة التي لا تحمل غلاً وسكتت وابتعدت، وسنعيدهم كلهم بإذن الله.
العلم الراسخ
وعن الفرق بين القراءة الورقية والإلكترونية قال صاحب السمو حاكم الشارقة: نحن نقول لجميع الشباب والمتعلمين: «يا أخي اقرأ.. فالعلم الحقيقي الراسخ ليس بالذي تشاهده على شاشات الحاسب الآلي، وإنما هو الموجود على الورق، فما تشاهده في الشاشة تراه بالنظر، وإنما ما تراه على الورق تقرأه وهنا الفرق، فالأول يتبخر.. والأخير يبقى».
سلطان الراوي
وعن الرواة، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: هذا باب جميل كان يُعتنى به زماناً، فالراوي له أسلوب مميز، وعندما كنت صغيراً كنت أمارس هذه الهواية وكنت راوياً للجيران وللطلبة، فكانوا يتجمعون وكنت أروي لهم الكثير، كرواية عنترة بن شداد وغيرها الكثير، وكنت أقرأ بأسلوب يذهب بالمستمع إلى تفاصل القصة فيخاف في اللحظات المخيفة، ويشعر بمشاعر أبطال القصة وكأنه يعيش بداخلها معهم.
اللسان العربي
وعن دمج اللغة العربية بالإنجليزية، قال صاحب السمو حاكم الشارقة: أدعو الجميع أن يتمسكوا بلغتهم العربية وأن يجهدوا في تنمية ثقافتهم ومعرفتهم، وأن يحرص كل شخص على «اللسان العربي»، فأنا أتعجب ممن يتخلون عن لغتهم العربية ويدمجون الإنجليزية باللغة العربية في حديثهم.
محبة الوطن
قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: نحن جميعاً نحب بلدنا ونخاف عليه، ومتعايشون في هذه الظروف الراهنة ملتزمين بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا «كوفيد-19»، خوفاً على بلدنا وأهلنا وأنفسنا، فعندما طلبنا كمسؤولين من الناس أن يجلسوا في بيوتهم، جلسوا، وهناك شعوب أخرى رفضت البقاء في المنازل ولم تنصع لأوامر قياداتها، ولكن أبناءنا يكبرون في أعيننا بحرصهم على بلدهم، وبإذن الله ستمر هذه الجائحة وتنتهي، وستعود الحياة مرة أخرى.
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: أنا أوصي أبنائي وبناتي المواطنين والمقيمين بأن يحرصوا على سلامتهم في هذه الظروف، وأن تتم عملية الفتح تدريجياً بمنتهى الحرص، لأننا نريد أن ننتهي من هذه المصيبة. فللأسف بعد الفتح زادت نسبة العدوى بين المواطنين 30%، وهذا نتيجة الاختلاط الاجتماعي، فنناشد أبناءنا أن يحافظوا على سلامة أمهاتهم وآبائهم وأطفالهم، ونتمنى للجميع الصحة والعافية والاستقرار والأمان، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها».
واختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حديثه قائلاً لأبنائه وبناته: سنسعد جميعاً بإذن الله عندما تزول أزمة فيروس كورونا «كوفيد-19»، ونصافح الناس بالأيدي وبالأحضان كذلك، فلا يعتقد أحد أننا مستريحون بهذا الوضع. لقد اشتقنا لأحضانكم».
حاكم الشارقة عضواً بالمجمع المصري اللغوي بمرسوم من رئيس الجمهورية
قال صاحب السمو حاكم الشارقة عن علاقته بجمهورية مصر العربية: «أنا محسوب على مصر، ومنذ عام 2008 أنا عضو في اتحاد كتاب مصر وليس اتحاد الكتاب العرب، وعضو في المجمع المصري اللغوي، بمرسوم من رئيس الجمهورية، وكثير من المؤسسات المصرية أنا عضو فيها، فعندما احترق المجمع العلمي المصري وشاهدت الحريق كنت أصرخ على التلفزيون المصري، لأنني كنت أعلم ماذا يحترق وأعلم كل شيء عن الكتب الموجودة في المجمع، لدرجة أنني كنت أحصل على قوائم الكتب الموجودة وأقتنيها.
وطيّبت خزائن المحب سلطان الثقافة جراح مصر، فاستعادت بكرم ومحبة صاحب السمو حاكم الشارقة، ما أخذته النيران من تاريخها الأدبي والمعرفي، وعن هذا يقول سموه: «تحدثت إلى التلفزيون المصري وكنت أصرخ وقلت لهم عندي كل شيء في مكتبتي، وأرسلت لهم 7888 عنواناً، بعضها 6 مجلدات وبعضها 4 مجلدات، فالمعهد كان ينتج جريدة سنوية فيها جميع المحاضرات، وكان لدي هذه الجريدة، وكنت أذهب إلى منطقة «سور الأزبكية» في مصر، وأبحث عن الكتب القديمة وأحصل عليها، فأنا أعمل في هذا المجال الثقافي منذ 50 عاماً، وبحمد الله أرسلت ما لدي إلى مصر».