You are currently viewing رحيل الشاعر الأميركي تشارلز سميك
رحيل الشاعر الأميركي تشارلز سميك

رحيل الشاعر الأميركي تشارلز سميك

عن عمر ناهز الـ 84 عاماً غيّب الموت يوم الاثنين 9 يناير 2023 الشاعر الأميركي «تشارلز سيميك» أحد أهم شعراء العالم المعاصرين،

ولد تشارلز سيميك في بلجراد بيوغسلافيا، في 9 مايو عام 1938 وأصدر أكثر من 60 كتاباً موزعة بين الشعر والنثر والترجمة، ونال العديد من الجوائز، وتم اختياره مستشاراً للأكاديمية الأمريكية للشعر، وحصل على لقب أمير شعراء أمريكا لسنة 2007 وكان يعمل أستاذاً للغة الإنجليزية في جامعة نيوهامبشير.

بعد أن أصدر ديوانه الأول «ما يقوله العشب» في عام 1967 توالت الكتب ومنها «كتاب الآلهة والشياطين» (1990) و«قرد في الجوار» (2006) كما صدر له عدد من الكتب، أهمها وأكثرها شهرة سيرته الذاتية، التي نشرت تحت عنوان «ذبابة في الحساء».

في عام 1959 كتب أول قصيدة له، حفرت اسمه بجانب أبرز الشعراء آنذاك، لكنه وجد نفسه مطلوباً للخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي، وبالفعل التحق بالخدمة العسكرية، وكان لتلك التجربة تحولات كبيرة في أعماله الشعرية، وبعد أن انتهى من تلك الفترة تخرج في جامعة نيويورك 1966 وفى العام التالي أصدر مجموعته الشعرية الأولى «ما الذي يقوله العشب؟».

ومن أبرز أعماله الشعرية «تعرية الصمت» 1971 و«مدرسة لأفكار سوداء» 1978 و«أغاني بلوز لا تنتهي» 1986 و«فندق الأرق» 1992 و«عرس في الجحيم» 1994 و«اصطحاب القطة السوداء» 1996 و«نزهة ليلية» 2001 و«ستون قصيدة» 2008.

ونالت أعماله «بلوز لا ينتهي» و«أن تخرج القطة السوداء» و«فندق الأرق» جوائز عديدة منها جائزة بوليتزر، وهو يكتب بالإنجليزية لكنه كان يعتمد على تجربته الذاتية في بلجراد، مدينته الأولى التي مزقتها الحرب، وصاغ من صورها قصائد تدور حول الخراب المادي والروحي في هذا العصر.

أمضى سيميك العقد الأول من حياته كناجٍ من الحرب العالمية الثانية في أوروبا الشرقية، وفي الخامسة عشرة من عمره رتبت والدته أمر سفره إلى باريس، ثم أبحر إلى أمريكا، حيث أعيد لمّ شمل العائلة هناك، وانتقل مع عائلته إلى مدينة شيكاغو، وظل ماضي أوروبا الوسطى والشرقية ينبض في عروقه، وظلت تجارب الحرب في طفولته والفقر والجوع، تكمن خلف كثير من قصائده.

أولى سيميك اهتماماً خاصاً بالشعر، وبموسيقى الجاز، وفي الخامسة والعشرين من عمره، شرع في كتابة رواية، ندم فيما بعد على كتابتها:«لا بد أن تكون على درجة من الحماقة، لتكتب رواية وأنت في العشرين، أتذكر أنني كتبت الحبكة الروائية وفي الصفحة 55 توقفت لأن الأفكار نفدت مني».

وقال إن القصائد الوحيدة التي كتبتها عن موطني السابق كانت تتعامل مع طفولتي في بلجراد أثناء الحرب، وكنت قد كتبت الكثير منها، لكني لم أذكر أسماء الأماكن، لأنها تبدو زائدة عن الحاجة، الأشياء المروعة التي حدثت لي حدثت لملايين الناس الآخرين، ولا تزال تحدث حتى الآن، وعندما كتبت عن الحرب في البوسنة، فعلت الشيء نفسه، فقد كنت أريد الحقيقة الصارخة في كل ما كنت أصفه، لتقف وحدها دون أن يكون لي أي ذِكر.

رحيل الشاعر الأميركي تشارلز سميك