قبل سنوات توجهت في رحلة عمل إلى اليابان، وكانت هي الزيارة الأولى لذلك الكوكب العجيب كما يسمى، فهي تنعت دائماً بأنها كوكب! نظراً لذلك النهج الحضاري الفريد والتقدم العلمي المميز والابتكارات المتقدمة والنظام الاجتماعي فائق التنفيذ.
كانت زيارتنا تلك ضمن وفد رسمي من إمارة الشارقة لتنظيم أيام الشارقة الثقافية، تلك الأيام التي وجّه بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمن مشروع الشارقة الثقافي، ذلك المشروع الذي يلقي بضيائه على العالم ليضيء عتمة العالم بمادياته ونفعيته السلبية.
المدينة الأولى التي زرناها في اليابان كانت مدينة كانازاوا، تلك المدينة ذات التوجهات الثقافية والعلمية الشبيهة بشارقة الإمارات، بدايتنا كانت من جامعة كانازاوا الشهيرة الجامعة التي تحوي أحد أهم أقسام دراسة الآثار الإسلامية في العالم.
زيارتي الثانية كانت بعد عدة شهور لغرض افتتاح النسخة الجديدة لأيام الشارقة الثقافية في مدينة أوكاياما، وكان المعرض بذات الوهج الذي كان في المدينة الأولى، ومن أوكاياما تلقيت دعوة لزيارة مدينة هيروشيما ذات الذاكرة المشؤومة بانفجار القنبلة النووية فيها.
ما بين زيارتي الأولى وزيارتي الثانية والثالثة الأخيرة، كانت هناك عدة زيارات قام بها عدد من الزملاء العاملين في حقل الثقافة بالشارقة، حيث توالت زياراتهم على مدى ذلك العام الذي كان مقرراً لافتتاح أيام الشارقة الثقافية.
الشاهد، أن زيارتي الثالثة كانت لمدينة يوكوهاما، تلك المدينة الصناعية والحضارية الشهيرة، وقد كنا فيها نرافق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في زيارته الرسمية للمدينة، التي حضرها لاختتام أيام الشارقة الثقافية في اليابان، تلك الزيارة لمدينة يوكوهاما كانت مختلفة تماماً كون المدينة لم تكن مدينة عادية، بل مدينة تجمع ما بين التقدم الصناعي والحضاري وبين الثقافة والفن.