كان صيته كشاعر مهم ومتميز تصادف تجربته هوى لدى هؤلاء الشباب، قد سبق مجيئه إلى الشارقة، لذا أصبح محط اهتمام شعراء الإمارات وسواهم من الشعراء العرب المقيمين فيها، وما أذكره أيضاً ما كانت عليه شخصية حسب الشيخ جعفر من هدوء وتواضع ودماثة في الخلق، وهو أمر لا تصادفه كثيراً عند من يعدون شعراء كباراً مثله، غالباً ما يحيطون أنفسهم بهالة من الأبهة والتكلف.
لذا فإن الشاعر لم يترك فقط إرثاً إبداعياً مهماً تمثل في مجموعة من الدواوين، بينها: «نخلة الله»، «الطائر الخشبي»، «زيارة السيدة السومريّة»، «أعمدة سمرقند»، «حنو الزوبعة» وغيرها، وإنما أغنى المكتبة العربية بترجمات مبكرة لروائع الشعر الروسي الحديث، بينها مختارات من قصائد بوشكين وآنا اخماتوفا ومايكوفسكي وسواهم.
لا نعلم إذا كان بوسعنا أن نمسك بخيط جامع بين قول حسب الشيخ جعفر، في إحدى شهاداته من أنه، كشاعر، قد يجد نفسه «في المدار العباسي أو المدار الخيامي الفارسي أو المدار الإغريقي فطموحي الروحي والإبداعي يدفعني إلى الإقامة في أكثر من زمن»، وبين قوله في تقديم ترجماته لقصائد بوشكين إن هذا الأخير كما تمثل الجذور القومية الروسية، استوعب التراث الشعري منذ هوميروس حتى بايرون.
جريدة الخليج