احتفى محرك البحث العالمى “جوجل” بالذكرى الـ141 على ميلاد رائدة الحركة النسوية المصرية فى القرن العشرين السيدة هدى شعراوى، التى ولدت فى 23 يونيو عام 1879، بمدينة المنيا بصعيد مصر، وتعد من أبرز الناشطات المصريات اللاتى شكلن تاريخ الحركة النسوية فى مصر فى نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.
ناضلت هدى شعراوى، طيلة مسيرتها من أجل حقوق المرأة وثارت على التقاليد القديمة التى عفى عليها الزمن أجل أن تنال “بنات حواء” حقوقهن المشروعة كمواطنات، وكان لها تأثير كبير على المستوى العربى والدولى.
ومن ضمن المواقف التى تدل على اهتمام هدى شعراوى بالمرأة سواء محليا أو دوليا، ما ترويه فى مذكراتها عن مشاركتها فى شهر مارس 1923، فى مؤتمر الاتحاد النسائى الدولى الذى عقد فى العاصمة الإيطالية روما.
وتقول هدى شعراوى فى الفصل الحادى والعشرين من مذكراتها: “كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولى، أننا التقينا بالسنيور موسولينى ثلاث مرات، الأولى: عندما ترأس جلسة الافتتاح فى سراى المعرض … والثانية: عندما أقام حفل شاى للمندوبات فى الكابيتول … وكانت المرة الثالثة: بعد أن انتهى المؤتمر من أعماله؛ حيث توجهت المندوبات المشتركات فى المؤتمر لمقابلته فى قصر الرئاسة وتعمدن أن يذهبن سائرات على الأقدام كرجاء له فى أن يمنح المرأة الإيطالية حق الانتخاب.
وقد استقبلنا وصافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة، وعندما جاء دورى وقُدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبّر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر، وقال: إنه يرقب باهتمام حركات التحرير فى مصر، وجهاد المصريين والمصريات فى سبيل استقلال بلادهم، ثم تحدث عن تطلعه إلى توطيد العلاقات التى تربط إيطاليا بمصر وغيرها من دول البحر المتوسط، وأشاد بماضى مصر المجيد ومدنيتها العريقة وبما كان بين الدولتين من علاقات طيبة وصداقة قديمة وأعرب عن أمله فى تجديد ذلك ودوام ارتباطه.
ولقد كانت هذه اللفتة منه نحو مصر جديرة بالتقدير، فأعربت له عن فائق تأثرى بهذه العناية وبدورى تحدثت عن مجد إيطاليا السابق والحاضر. ثم كررت رجائى الخاص بمنح المرأة الإيطالية حقوقها السياسية.
ويبدو أن موسولينى كانت لديه توجهات نحو إعطاء المرأة حقوقها لكنه تراجع عنها، فتذكر عدد من المراجع التاريخية، أن بينيتو موسولينى تعهد بنفسه أمام المؤتمر التاسع للتحالف النسائى الدولى والذى انعقد فى روما فى الفترة بين 14-19 مارس – التى ذكرته هدى شعراوى فى مذكراتها حيث شاركت فيه- بأن يقر قانون منح المرأة حق التصويت، وفى الثانى والعشرين من نوفمبر عام 1925 مرر القانون الذى أيد ذلك الحق، غير أنه ألغى على الفور فى الرابع من فبراير 1926، وبقيام النظام الفاشي، عانت حقوق المرأة من نكسة جذرية، حيث أن الأيدولوجية الفاشية كانت تعد الإنجاب الواجب الرئيسى للنساء.
اليوم السابع