الجائزة ولدت كبيرة بمستواها واستقلاليتها وأهدافها التي تنصبّ في دعم القصة القصيرة كإبداع عربي وإيصاله للعالمية عبر الترجمة، ونوعيتها كجائزة تتفرد ليس بتكريم الفائز بالجائزة فقط، بل تكرم من ينال الوصول للقائمة القصيرة كذلك.
وفاز بالجائزة القاص المغربي أنيس الرافعي، ووصل معه للقائمة القصيرة القاصون: الأزهر الزناد من تونس، وضياء جبيلي من العراق، ومحمد رفيع من مصر، ويوسف ضمرة من الأردن.
الجميل في هذه الجائزة هو رعاية مؤسسة من القطاع الخاص تؤمن بقيمة الإبداع والعمل الوطني والاجتماعي، وتعرف أن عليها واجباً تجاه الوطن في مختلف المجالات، والأجمل أن تكون هذه المؤسسة من قطاع التعليم الجامعي، وأن يكون دعمها موجهاً للإبداع، خصوصاً لهذا الحقل من الإبداع الذي صرح الكثيرون بعد رواج الرواية بشكل كبير بأن فن القصة القصيرة كفن إبداعي في طريقه إلى الموت كلغة تعبيرية، والتي أثبتت بدعمها أن فن القصة لا يزال في قوته الإبداعية كفنٍّ له أدباؤه وكتابه ومبدعوه ومريدوه.
هذا ما يدعونا للتساؤل في الإمارات حول غياب دور مؤسسات القطاع الخاص في دعم الفعل الثقافي في الإمارات، سواء عبر دعم الجوائز المختلفة، أو عبر دعم مطبوعات الجهات الثقافية الأهلية، أو دعم أنشطتها الثقافية المختلفة، سواء كانت أدبية أو مسرحية أو موسيقية أو فنية، ولو بحثنا فلن نجد ما نعدّه على أصابع اليد الواحدة من المؤسسات التي تدعم النشاط الثقافي، فما بالنا بمن يمكن أن يجعل الثقافة شيئاً من همومه الوطنية الواجب دعمها، حيث تقتصر الرؤية في تلك المؤسسات على الربح، والربح فقط لا غير، دون تفكير بالواجب الوطني والاجتماعي الذي يجب أن تقدمه تلك المؤسسات تجاه الوطن وأفراده.
تحية تقدير واحترام وإعجاب للجامعة الأمريكية في الكويت ولجامعة الشرق الأوسط الأمريكية في الكويت على دعمها لجائزة الملتقى، والذي تضرب به مثالاً حياً على روحها الوطنية، ووعيها الكبير بدورها في خدمة المجتمع.
جائزة الملتقى – ابراهيم الهاشمي
جريدة الخليج