تجربتي مع كورونا.. الإصابة والهواجس – بقلم ميسون أبوبكر

ميسون ابو بكر

الأشخاص الذين يرجحون أن كورونا مؤامرة سيروقهم مقالي هذا، فتجربتي مع كورونا تمنحني فرصة أكبر للحديث عنها، لأنها لم تكن مجرد إنفلونزا عادية تزول أعراضها بعد 3 أيام، لكن الإصابة بها قد تتجاوز الـ14 يوماً، فأنا ومثلي كثيرون لم نسترد عافيتنا بعد أسابيع من الإصابة، النفس المتقطع والوهن الجسدي، نخزات الألم في العظام، عدم القدرة على القيام بالأمور التي اعتدنا عليها سابقاً، بالإضافة إلى أن الذين أصيبوا بها وعانوا نقصاً في الأكسجين كانت لديهم أزمات أكبر استمرت لأشهر.

ما سبق، جعلني أوافق الذين ذهبوا إلى أنها حرب بيولوجية، بدليل قدرتها على إنهاك قوى الإنسان واختراقه بهذا الشكل، وتركه ضعيفاً، كما عطَّلت حواس المصابين بها (الشم والذوق) ومقدرتهم على الإنجاز، ثم صعوبة العودة إلى الحياة الطبيعية.

كنت أقود مركبتي عائدة من المستشفى، فلم أستطع أن أتحكم بنفسي، فقدت الرؤية فصرت أرى نقطة من الضوء تصعّب عليَّ القيادة والانتباه المطلوب، فأوقفت المركبة واستعنت بسيارة أجرة مع لبس كمامتين كي لا أنقل لسائق التكسي العدوى، مع الإشارة إلى أن مشاركة إنسان مصاب في المركبة نفسها من أسرع طرق العدوى، لذلك أوقف كثير من الدول وسائل النقل المشتركة.

في فترة المرض كنت حريصة ألاَّ أصاب بأي اكتئاب أو خوف، لأنني أدركت أن السعادة والتفاؤل ورباطة الجأش جزء كبير من العلاج، فمن يصابون بما سبق أن ذكرت؛ هم الذين يصطادهم الموت بكورونا، إضافة للخوف من العزل والغرفة المغلقة وعزلة الأقربين والقصص التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي بعيداً عن صحتها.

بدايات المرض تناقلت نشرات الأخبار مشاهد من المصابين بكورونا وهم يقعون في الشوارع، فإن كانت حرباً بيولوجية فهي طريقة خبيثة أن يُستخدم هذا الفيروس بدلاً من الأسلحة كأدوات حرب، وهو سرعان ما يحصد أرواح كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.

كورونا الذي أفقدني القدرة على النهوض والعمل وممارسة الحياة الطبيعية، ربما كان وليد تجارب مخبرية خبيثة سوَّلت لأصحابها التلاعب بوسائل مخبرية لا تقل بل تزيد خطراً عن وسائل الحرب التقليدية، لأنها تصيب العُزَّل وليس جنود الحرب.

قد تكون مجرد إنفلونزا ضخمتها حملات إعلامية للأغراض نفسها، ولإقناع البشر بأن هناك حرباً فيروسية تحدق بهم ومن ثم تتحقق أغراضهم.

الخسائر الاقتصادية وشرايين البحر والجو والبر التي تقطعت فتوقفت الحياة، تشير لمؤامرة ما، فبرغم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتقدم الذي وصلت إليه البشرية؛ لم يتوصل العلماء لمصل مضاد نهائي، حيث لا تزال التجارب في بدايتها.

كل هذه هواجس امرأة أصيبت بكورونا، وشاركت هواجسها مع مجموعة من الأطباء والمصابين، وخرجوا بالتساؤلات ذاتها.

صحيفة الرؤية