المتطفلون على الفن – بقلم عبدالله النعيمي

عبداله النعيمي

كتبت ذات مرة عن رأي فني معتبر جاء على لسان الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، عندما لمس في كلام المذيع الشاب الذي يجري مقابلة معه تقليلاً من شأن الفن الشعبي والفنانين الشعبيين.

فرد عليه قائلاً: «الفن الشعبي جميل وأصيل، ولديه قدرة متفردة على الخلود في الذاكرة».. تفاجأ المذيع بحجم الاحترام الذي يكنه الموسيقار الكبير لهذا اللون من الغناء، فغير من طريقة حديثه عنه.

أتذكر هذه الفقرة من تلك المقابلة التلفزيونية القديمة كلما رأيت فناناً يقلل من شأن زميل له، أو فنانة تخوض في أمور لا تفقه فيها.. وأتساءل: لماذا فقدوا الاحترام؟

وأعني بالاحترام هنا.. احترام الآخر، واحترام الذات، فالأول يفرض على الإنسان ألا يقلل من شأن غيره، والثاني يفرض عليه ألا يخوض في مجال لا يفقه فيه.

مشكلتنا اليوم أننا أصبحنا نركز على الجزء السطحي من صورة الفنان، ولا نهتم بالتوغل في أعماقها أكثر.. أصبحنا نركز على جمال الوجه وفتنة الجسد، وغفلنا عن مقدار الثقافة وعمق الفكر، ومن هنا بدأت المشكلات وسادت الفوضى.

الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب يمثل نموذجاً جميلاً وخالداً لشخصية الفنان الحقيقي.. الذي يجمع ما بين الموهبة الفذة والفكر العميق، الأمر الذي مكنه من التقاط هفوة المذيع في المقابلة، ودفعه إلى تصحيحها بأفضل أسلوب ممكن.

فهل يا ترى سيعود زمن محمد عبدالوهاب؟.. من جهتي، أنا متفائل دائماً بأن العودة ممكنة.

صحيفة الرؤية