نورد هنا خبراً طازجاً منه نستشف أن لهذا النوع من الشعر مكانة كبرى ما زالت باقية.
يقول الخبر إن استطلاعاً للرأي أجرته بوابة أدبية إلكترونية روسية لمعرفة رأي الجمهور في أهمّ أدباء روسيا الكلاسيكيين أظهر أن الشاعر بوشكين تصدّر القائمة بما نسبته (78%)، من أصوات المشاركين في الاستطلاع، متقدّماً بذلك على الروائي بولغاكوف الذي حلّ ثانياً بنسبة (68%)، وعلى دوستويفسكي الذي جاء ثالثاً بنسبة (64%)، ليليه تشيخوف بنسبة (62%)، وتولستوي بنسبة (61%)، أي إن الشعر حلّ أولاً في قائمة المؤلفات الكلاسيكية للأدب الروسي التي ما زال القراء يتعمقون من خلال قراءتها في نفسية وعقلية وسلوك الإنسان الروسي.
منذ أيام قليلة، أبصرت عيني ديوان شعر في مكتبتي المنزلية للشاعرة البلغارية إليسافيتا باغريانا، ترجمه إلى العربية المترجم السوري حسين راجي، حين فتحته وجدت في صفحته الأولى اسم أحد أصدقائي الراحلين، جمال عمران، رحمه الله، الذي دوّن اسمه هناك على جري عادة كانت متبعة، وربما ما زالت، بأن يضع مقتنو الكتب أسماءهم على أولى صفحاتها، علامة أنها تخصّهم وحدهم، ولا أذكر الآن ما إذا كان الصديق الراحل قد أهداني الديوان أو أعارني إياه لأقرأه لأنه أحبّ أن أشاركه متعة قراءة ما بين دفتيه من قصائد احتفظت بكثير أو قليل من عذوبتها بعد ترجمتها إلى العربية.
ونقول ذلك على خلفية السجال المستمر حول صعوبة ترجمة الشعر بالذات من لغته الأصلية إلى لغة أخرى، لأن مثل هذه الترجمة حسب وصف الكاتب المغربي نزار الفراوي «عملية عبور محفوفة بكل المخاطر المتلفة للمعنى والمبنى. هي ليست مهمة تقنية تتحقق بنقل كلمات وأساليب ومضامين إلى قارة لسانية أخرى، طالما أن القصيدة أبعد كثيراً من أن تكون مجرد تركيبة لغوية ومفهومية».
رغم ذلك، فإني استمتعت بالكثير مما قرأت في قصائد هذا الديوان، وإليكم مقطعاً من إحداها: «ليس من أحد/ يمكن أن يحتل مكانك في هذا البيت/ ليس من أحد/ يأخذ من يدي باستغراب/ باقة الأزهار المقطوفة في الصباح/ وعندما يبرد الطقس/ ليس من أحد/ يضع على كتفي الشال الدافىء/ بحنان/ وإذا ما اشتدّ الحر/ ليس من أحد/ يقدّم لي كأساً/ من ماء جبل «فيتوشا» البارد».
الشعر في لغة أخرى
جريدة الخليج