أكد اعتزازه بنيل جائزة شخصية العام في مهرجان دبي لموسيقى الشباب
يحتفظ بذكريات البحر في قلبه وحناياه، ويسترجع من رحلات البحر وأمواجه أصواتاً مغلفة بالعتق والجمال وروح المكان أثرت وما زالت تؤثر في تاريخه الفني وأعماله التي تعود إلى سنوات طويلة مضت.
«البيان» حاورت إبراهيم جمعة، حول أهمية هذه الجائزة، ورصدت آراءه بشان جملة قضايا إبداعية وفنية، حيث أشار في البداية إلى أن حصوله على جائزة شخصية العام في مهرجان دبي لموسيقى الشباب 2023، يمثل تكريماً رفيع المستوى وحصاداً يفاخر به، إذ إنه يكلل جهود سنوات طويلة من العمل والدأب. وشكر جمعة «دبي للثقافة» على هذه اللفتة.
كما أكد أن تعزيز وإغناء جهود ومبادرات صون الهوية الفنية الإماراتية، مسؤولية جماعية يجدر أن تنهض بها جميع الجهات المجتمعية والرسمية وأيضاً أفراد المجتمع. وتحدث جمعة عن سعادته بالتكريم : «كم هو جميل أن ينتبه أحد إلى نشاطك وأعمالك ويقدرك، فهذا أمر يريح النفس ويخلق سعادة كبيرة في قلب الفنان، خصوصاً أن الفنان يعتبر إنساناً ذا حساسية زائدة وفائقة يتميز بها عن غيره، وبنظري فإن الفنان بدواخله، وكما حال الطفل، تفرحه أي من المبادرات أو اللفتات الجميلة، وعندما أرى تكريماً يأتي من مؤسسة مهمة في الدولة كهيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) فهذا بحق يعد بالنسبة إلي، وسام فخر وتميز أضعه على صدري».
حكم وقيمة
وأوضح إبراهيم جمعة، في محطات حديثه، أن الجمهور وحده هو من يحكم على الفنان بأنه ناجح أم لا، ولا يمكن لأي فنان أن يطلق على نفسه صفة النجاح بنفسه، ذلك لأنه ملك للجمهور ويعمل لأجله، وبالتالي فإن رأي هذا الجمهور هو الحكم وما سيشكل الفارق، وبهذا فإنه من سيحكم على بقاء أو فناء أي فنان.
البحر
يسكنه الحنين إلى البحر وذكرياته وحكاياته وفنونه. وهو يعده صاحب أكبر تأثير عليه كونه عاش كل حياته وهو ساكن بالقرب منه، ويتابع : «شاطئ البحر وأصوات أمواجه غذائي الروحي، يسقيني قطرات الفن والموروث يومياً، نحن أبناء شواطئ الخليج العربي الغنية بكل شيء، حيث تربيت في حي «الضغّايّة»، وهذا الحي 80 % من سكانه هم أهل غوص وسفر أو صيادون أو أهل فن في الموروث، ومن أشهر هذه الفنون : «العيالة والليوا»، وتأثرت كثيراً بفنون البحر التي صاغت هذا الإنسان الذي تعرفونه اليوم وما قدمه من فن يعود إلى الفطرة ووحي المكان وسكانه وأصواته».
ضرورات وتنوع
ويؤكد جمعة أهمية تقدم ومنجزات دولة الإمارات في سياقات الثقافة، ومنها الفنون، بفضل دعم الدولة. إلا أنه يؤكد أيضاً أن بعض الممارسات الفردية أو من قبل جهات محددة، تضر بمكون الإبداع الفني العصري والمتوارث. ويقول في الخصوص : «نحن لا نريد أغنية متشابهة ومكررة، نريد أن نطرح على الساحة الإماراتية كل ألوان فنوننا الشعبية والفولكلورية، وهذه الفنون يجب أن يتم تصويرها وتوثيقها بشكلها الصحيح وتنشر يومياً على القنوات التلفزيونية الإماراتية للتعريف بها لكل العالم، ولتتعرف عليها مختلف شرائح المجتمع في الدولة التي تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم على أرضها». ويتابع: «يجب أن نعرّف بتاريخ فنوننا وموسيقانا كون ذلك جزءاً مهماً من إرثنا الثقافي الذي يتعين الحفاظ عليه وإبقاؤه للأجيال الجديدة، ولهذا كبير الجدوى والقيمة في حال ركزت المؤسسات الثقافية المعنية في الدولة على إطلاق مبادرات متواصلة تعني في تصوير فنوننا بلوحات منوعة وإخراج جميل لتبقى راسخة في الذاكرة».
حاجة ملحة
ويبين جمعة في السياق، أن الفنون الشعبية الإماراتية تلقى عناية كبيرة من الجهات المتخصصة في الدولة، ولكن أيضاً هناك حاجة لتنويع وتكثيف المشروعات والمبادرات المتخصصة، كي يفيد ذلك في تعزيز الاهتمام وتشجيع الأجيال على خوض غمارها لتأديتها بشكلها الأصلي، وقال: «حتى العيالة الرسمية في بعض الأحيان لا تؤدى كما كانت في الزمن القديم تغيرت حركتها وطريقة أداء الغناء، والليوا أصبحت عبارة عن أغان حديثة مسجلة لمطربين يؤدى عليها فن الليوا وهي ليست كذلك في الأصل، وبعض الفنون الأخرى أيضاً مثل «الحربية» شوهتها الآلات الإلكترونية، وأنا لست ضد التطور لكن هذه الفنون بالذات يجب أن تحتفظ بهويتها الأصلية، وأن لا يطرأ عليها تغييرات تؤثر في أصالتها وكيفية أدائها».
جريدة البيان