هل نقول للنظام التعليمي الإماراتي: أطلقها وتوكّل؟ نتمنى أن يكون للفنون فجر جديد في المدارس. من بين التعديلات العشرة التي قررتها وزارة التربية، نقرأ ما يلي: «وأدخلت الوزارة الدراما كمادة دراسية ضمن حصة الفنون البصرية للطلبة من الأول إلى الثاني عشر». الاقتباس أجمل من أن نقطعه: «وتهدف الوزارة من تقديم المادة إلى تعزيز المهارات اللغوية في منهج العربية واستيعاب النص العلمي والأدبي والمعلوماتي في تجربة مسرحية غنية».
الجديد ليس المسرح المدرسي، بل حضوره في المدارس من عتبة الابتدائية إلى نهاية الثانوية. يجب أن يكتشف شكسبير البعد الذي لم يكن يحلم به، لأنه لم يكن ليتصور كيف يمكن أن تتحول المدارس كلها إلى مسرح. مقولته: «أعطني مسرحاً، أعطك شعباً عظيماً»، لها في عصرنا على هذا النحو المناهجي أصداء وفاعلية ما كان شكسبير يقدر على تخيلها. تعزيز الفصحى منذ الحصة الأولى في السنة الأولى يجعل كل المواد فصحى. المبدأ الأساس: الصرامة في امتحان المعلمين قبل أن يختبروا هم التلاميذ. إذا استقام اللسان منذ البداية فسوف يشتد عود استقامته، وإلاّ فسوف يكون مثل ذيل الغزال الذي يظل قرناً في القالب. وهل يستقيم ظل لسان الصغير وعود لسان المدرس أعوج؟
هل يمكن الاستغناء عن الملتبسات؟: «طرح قطاع العمليات المدرسية في الوزارة مسابقة التأليف المسرحي المدرسي باللغة العربية، للطلبة والهيئة التعليمية خلال إجازة الفصل الأول، لإعطاء الطلبة والمعلمين الموهوبين وأصحاب الأفكار الجديدة في فن المسرح فرصة إبراز مهاراتهم». هذه الإضافة تحتاج إلى خبراء في العلوم التربوية، ليبحثوا مسألة إعطاء المعلمين فرصة «لإبراز مواهبهم»، ومتى يبدأ «تكليف» التلاميذ والطلاب بكتابة المسرحيات مهما تكن قصيرة؟ أهمية المسرح المدرسي على مدى اثنتي عشرة سنة، هي أنه يصير مدرسة للديمقراطية، فضلاً عن تربية الإحساس بجمال اللغة فصاحة وبياناً.
لزوم ما يلزم: النتيجة التربوية: عندما تدخل الفنون المدارس يرتفع منسوب نهر الذوق والأخلاق.
abuzzabaed@gmail.com
جريدة الخليج