الحقبة التي حكم فيها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي (سلطان بن صقر الثاني) 1924 حتى 1951 للميلاد، كانت علامة فارقة في تاريخ إمارة الشارقة، فهو الحاكم العادل المثقف والشاعر والسياسي المحنّك، فيه من صفات والده صقر بن خالد ومن صفات جده الشيخ سلطان بن صقر الأول الذي حكم الشارقة ورأس الخيمة، وقد طالت فترة حكمه وكانت مؤثرة جداً من حيث وقْعها الاجتماعي والثقافي لدولة القواسم.
كما أن فترة حكم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي (الثاني) جاءت بعد مرحلة تاريخية صعبة، عانى فيها أهل الشارقة من بعض الشدائد، فكان هو المنقذ والمخلّص لهم، وقد استبشر به الناس لأخلاقه وعلمه وشخصيته الوقورة المتزنة، ولاسمه الذي يشبه اسم جده.
أما الشيخ أحمد بن سلطان بن صقر القاسمي فقد كان آخر الأبناء الذكور للشيخ سلطان بن صقر الثاني، رحمهم الله جميعاً، فجميع أبناء الشيخ سلطان بن صقر كانوا أصحاب شأن في القيادة والنفوذ والأدب، أما الشيخ أحمد بن سلطان فقد كان من الجماعة المباركة الأولى التي صنعت اتحاد الإمارات العربية المتحدة، فقد كان أحد وزراء التشكيل الوزاري الأول وظل ضمن تشكيلات الحكومة الاتحادية حتى مطلع التسعينات، ثم عُيّن نائباً لحاكم الشارقة إضافة لمنصبه في رئاسة مجلس النفط في الشارقة، ومناصب قيادية حكومية أخرى مهمة.
امتاز الشيخ أحمد بن سلطان، رحمه الله، بشخصية قيادية رائدة وصفات سامية، فهو يتوشح بالطيبة والبشاشة والتواضع أينما ذهب، أما الهدوء فقد كان رداءه الدائم، امتاز بحسن الإدارة وحسن التدبير، وبحيازته لكل تلك الصفات، كحب الناس وحسن القبول عندهم، فقلوب أهل الشارقة وكثير من أهل الإمارات بل من أهل الخليج والعرب والأجانب، كلهم يكنّون له كثيراً من الود والاحترام والتقدير.
كان الشيخ أحمد بن سلطان، رحمه الله، واحداً من القيادات المهمة في الشارقة وفي الإمارات، فهو مثال إيجابي قوي للعمل الوطني، وللبناء والنهضة، لم يكن ليتأخر يوماً عن واجب للوطن، فقد نذر نفسه للوطن قرابة نصف قرن بدون كلل أو ملل، فكان النموذج الأجمل ليقتدي به الجميع، رحمك الله أبا سلطان.
صحيفة الرؤية